وسائل الطهي البدائية.. خطر يهدد حياة النساء شرق سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بسوريا، برزت ظاهرة خطيرة في المناطق الشرقية من البلاد، وتحديدًا في شرق سوريا، حيث يلجأ الكثير من الأهالي إلى استخدام ما يعرف بـ “بابور الكاز” كبديل عن أسطوانات الغاز المنزلية باهظة الثمن.

هذا الاستخدام المتزايد لهذه الأداة البدائية أدى إلى سلسلة من الحوادث المأساوية، مما دفع الناشطين والمواطنين إلى إطلاق تحذيرات متكررة من مخاطرها الجسيمة.

وشهدت الأيام الأخيرة حادثة مروعة في إحدى مدارس الحسكة التي تؤوي نازحين، حيث اندلع حريق هائل نتيجة انفجار “بابور كاز”، ما أسفر عن إصابة 11 شخصًا بحالات اختناق وحروق متفاوتة، من بينهم خمسة أطفال وأربع نساء.

وأشار الناشطون المحليون إلى أن عدد الضحايا في الآونة الأخيرة قد بلغ العشرات، مما يجعل من هذه الأداة “قنبلة موقوتة” في المنازل.

وفي هذا السياق، ناشد الأهالي بعضهم البعض بالتخلي عن استخدام “بابور الكاز” نهائيًا، معتبرين أن الاستمرار في استخدامه بمثابة مغامرة بحياة أفراد الأسرة، وخاصة النساء اللواتي يقضين وقتًا أطول في المطبخ.

ورغم أن البعض يبرر استخدام “بابور الكاز” بارتفاع أسعار أسطوانات الغاز، إلا أن المدافعين عن وقف استخدامه يؤكدون أن تكلفة الكاز على المدى الطويل قد تعادل أو تفوق سعر أسطوانة الغاز فعلى سبيل المثال، تصل تكلفة استهلاك الكاز شهريًا لبعض العائلات إلى 450 ألف ليرة سورية، وهو ما يكفي لشراء عدة أسطوانات غاز.

وفي ظل هذه الأزمة، يشير المواطنون إلى تفاوت كبير في أسعار الغاز بين المحافظات السورية، ففي حين يبلغ سعر أسطوانة الغاز في دمشق 27 ألف ليرة سورية عبر البطاقة الذكية، يصل سعرها في الحسكة، التي تعد من مناطق إنتاج الغاز، إلى 115 ألف ليرة سورية، مما يثير استياء الأهالي ويدفعهم للبحث عن بدائل أقل تكلفة.

ولا تقتصر مخاطر “بابور الكاز” على الحرائق والانفجارات فحسب، بل يحذر البعض من أن الدخان المنبعث منه قد يسبب أمراضًا سرطانية على المدى الطويل، مما يضيف بعدًا آخر لخطورة استخدامه.

وفي ضوء هذه المخاطر المتعددة، يطالب بعض الأهالي باتخاذ إجراءات صارمة لمنع بيع الكاز أو استخدام “البابور”، مع ضرورة العمل على تأمين أسطوانات الغاز بأسعار معقولة للمواطنين.

وأكد عدد من أبناء المنطقة الشرقية أن هذه الأزمة ليست منفصلة عن باقي التحديات التي يواجهها سكان الرقة، حيث يشكو الأهالي من صعوبات في الحصول على الماء والخبز، بالإضافة إلى نقص في الخدمات الطبية والمستشفيات، وفق تعبيرهم.

مقالات ذات صلة