التدريس المنزلي في الشمال السوري: حلاً مشتركاً للأهالي والطالبات الجامعيات

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

مع بداية الموسم الدراسي في الشمال السوري لهذا العام، تزايدت الإعلانات من قبل طالبات جامعيات ومعلمات غير مرتبطات بعمل، يبدين استعدادهن لمتابعة تعليم الطلاب في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بشكل يومي في المنزل، تشمل هذه المتابعة كافة المواد الدراسية أو بعضها، مقابل مبالغ مالية معينة تعتبر أقل بكثير من تكلفة الدروس الخصوصية، بحسب أمهات تحدثنا إليهن، هذه الطريقة تعتبر حلاً مناسباً للعوائل محدودة الدخل، حيث يمكنهم وضع أطفالهم عند إحدى الطالبات، مما يخفف عنهم الجهد في متابعة أبنائهم دراسياً.

“هدى العلي” (23 عاماً)، طالبة جامعية في قسم اللغة العربية في سنتها الثالثة، أعلنت عن استعدادها هذا العام لاستقبال عدد من الطلاب من الصف الأول وحتى السادس في مدينة إدلب، نشرت إعلاناً عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعلن فيه عن تقديم دروس متابعة في جميع المواد، تقول “هدى” إن هذا العمل يوفر لها دخلاً مادياً جيداً يعينها في تحمل تكاليف دراستها الجامعية، كما يعد فترة تدريبية لاكتساب مهارات التدريس، خصوصاً أنها ستلتحق بالسلك التعليمي بعد التخرج.

تضيف “هدى” أن طريقتها في التدريس لاقت استحساناً من أهالي الطلاب الذين درّستهم، حيث تستقبل يومياً عدداً من الطلاب في فترات محددة وفق تنظيم زمني دقيق، وتساعدها الأجرة الشهرية التي تحصل عليها في تغطية مصاريفها.

“ولاء”، أم لثلاثة أطفال في المرحلة الابتدائية، تؤكد أن هذه الطريقة كانت حلاً مثالياً لمتابعة تعليم أطفالها، خاصة وأن تكاليف الدروس الخصوصية مرتفعة ولا تستطيع تحمل نفقاتها لجميع أطفالها.

وتشير التجارب إلى أن العديد من خريجات الجامعات والطالبات يتجهن لتدريس الطلاب منزلياً، حيث تركز بعضهن على عدد محدود من الطلاب من نفس الصف، بينما تلتزم أخريات بتدريس طلاب الشهادة الإعدادية.

وتختلف رسوم المتابعة اليومية بناءً على المادة والمرحلة التعليمية وخبرة المعلمة، وتتراوح بين 150 إلى 200 ليرة تركية شهرياً للطالب الواحد في المرحلة الابتدائية، بمعدل ساعتين يومياً مع عطلة يومي الخميس والجمعة. تشمل هذه الدروس مراجعة المواد وشرحها ومساعدة الطالب في الحفظ، بالإضافة إلى إعداد ملخصات للفصول الدراسية ومراجعة يومية.

في ظل التحديات الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة التي تواجهها الفتيات الجامعيات في الشمال السوري، يبدو أن التدريس المنزلي قد أصبح فرصة مهمة لتأمين مصدر دخل يساعدهن في استكمال تعليمهن وتخفيف الأعباء المالية عن أسرهن. كما يعكس هذا الاتجاه حالة من التضامن الاجتماعي الذي يسهم في تحسين المستوى التعليمي للطلاب، وتوفير بدائل بأسعار معقولة للعوائل في ظل ارتفاع تكاليف الدروس الخصوصية.

مقالات ذات صلة