حذّر الدفاع المدني السوري من أن هجمات النظام السوري المستمرة تشكل خطراً كبيراً على حياة المدنيين شمالي سوريا، وتزيد من معاناتهم في ظل أوضاع إنسانية صعبة بعد أكثر من 13 عاماً من الصراع.
كما أكد بيان الدفاع المدني، أن استهداف المدنيين في المناطق المأهولة يعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني.
وفي تصعيد جديد للعنف في شمال غرب سوريا، شنت قوات النظام السوري هجمات عدة على مناطق مأهولة بالسكان في محافظتي إدلب وحلب يوم الجمعة، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وإصابات في صفوف الأطفال والنساء.
ووفقاً لبيان صادر عن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، استهدفت قوات النظام بلدة تفتناز شرقي إدلب بقصف مدفعي مساء الجمعة، مما أسفر عن مقتل مدني يعمل ممرضاً كان في زيارة لأقاربه، وإصابة 9 آخرين، من بينهم 6 أطفال وثلاث نساء.
كما استهدفت قوات النظام سيارة مدنية في مدينة دارة عزة غربي حلب بصاروخ موجه صباح اليوم نفسه، مما أدى إلى تدميرها بالكامل، دون وقوع إصابات بشرية.
وأوضح البيان أن فرق الإنقاذ والإسعاف التابعة للدفاع المدني استجابت للهجمات وقامت بإسعاف المصابين ونقلهم إلى المرافق الطبية القريبة لتلقي العلاج.
وفي سياق متصل، كشف الدفاع المدني عن إحصائيات مقلقة حول الهجمات التي شنتها قوات النظام السوري وحليفتها روسيا منذ بداية العام الجاري 2024 وحتى 15 أيلول/سبتمبر.
فقد استجابت فرق الدفاع المدني لأكثر من 650 هجوماً، أسفرت عن مقتل 54 شخصاً، بينهم 15 طفلاً و6 نساء، وإصابة 245 شخصاً، من بينهم 99 طفلاً و29 امرأة.
وأشار البيان إلى أن 17 من هذه الهجمات تم تنفيذها باستخدام الصواريخ الموجهة، مما أدى إلى مقتل 8 مدنيين وإصابة 31 آخرين.
وفي ختام البيان، دعا الدفاع المدني المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها، مشيراً إلى أن استمرار الإفلات من العقاب وعدم تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 يشجع على ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق المدنيين السوريين.
وفي هذا الصدد، قال الناشط السياسي من منطقة إدلب عبد الكريم العمر لمنصة SY24: “هذه الهجمات والقصف المستمر على المناطق المزدحمة بالسكان يجعل الناس تعيش في خوف وقلق دائم، خاصة وأن المدنيين مقبلون على فصل الشتاء ويطالبون بحلول شاملة وليست جزئية تؤدي في نهاية المطاف إلى حالة من الاستقرار في المنطقة بعيدا عن النزوح المتكرر”.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في سوريا، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، مما يزيد من الضغوط على السكان المدنيين الذين يعانون بالفعل من ظروف معيشية صعبة في ظل استمرار النزاع وضعف الاستجابة الإنسانية الدولية.