الركود الاقتصادي يضاعف معاناة أهالي الرقة في إعادة بناء منازلهم

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تواجه مدينة الرقة، شرق سوريا، تحديات كبيرة في إعادة إعمار مناطقها المتضررة من الحرب، مع استمرار معاناة نسبة كبيرة من سكانها من عدم القدرة على ترميم منازلهم وإعادة بناء حياتهم.

وأكد عدد من السكان أن العديد من شوارع المدينة لا تزال شبه مهجورة، مع وجود أجزاء كبيرة منها مدمرة بفعل الصراع الذي شهدته المنطقة.

وتعد منطقة الفردوس، التي كانت تعتبر من أجمل أحياء المدينة، مثالاً صارخاً على حجم الدمار، حيث تعاني من نسبة تدمير مرتفعة للغاية.

من بين الأسباب الرئيسية لبطء عملية إعادة الإعمار: نزوح السكان، حيث غادر العديد من أصحاب المباني المدينة ولم يتمكنوا من العودة بعد، يضاف إلى ذلك افتقار الكثير من السكان للموارد المالية اللازمة لإعادة بناء منازلهم.

ومن الأسباب الأخرى، تدهور الوضع الاقتصادي، حيث يشير السكان المحليون إلى أن “الواقع الاقتصادي متردي والغلاء سبب البلاء”.

ووسط هذه التحديات، يعبر الأهالي عن حزنهم العميق. يقول أحدهم: “كان الله في عون من خسر بيته أو محله، أما خسارة الأرواح فهي الأكبر والتي لا تعوض”. أي أن الأضرار المادية (مثل تدمير البيوت أو المحلات التجارية) قد يمكن تعويضها بمرور الوقت أو بإعادة البناء، لكن فقدان الأرواح (وفاة الناس) هو الخسارة الأشد، حيث لا يمكن استعادة الحياة التي فُقدت.

في المقابل، يبدو أن هناك جهوداً تبذل لتحسين البنية التحتية في المدينة، فقد أعلن المجلس التنفيذي للرقة عن استمرار أعمال تعبيد الشوارع الرئيسية والفرعية.

وأوضح المجلس أن الورشات والآليات التابعة لبلدية الشعب في الرقة تقوم حالياً بتنظيف وتسوية وتجهيز عدة طرق، بما في ذلك الشوارع الفرعية التي تربط بين شارع تل أبيض وشارع الكنيسة، وطريق نزلة شحاذة، والطريق الممتد من بريد الدرعية في شارع القطار وصولاً إلى شمال السكة.

ورغم هذه الجهود، يبدو أن الطريق لا يزال طويلاً أمام إعادة إحياء المدينة بالكامل، فالتحديات الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة، إلى جانب حجم الدمار الهائل، تشكل عقبات كبيرة أمام عودة الحياة الطبيعية بشكل كامل إلى ربوع الرقة.

وتتعالى أصوات أهالي المدينة للتأكيد على الحاجة الملحة إلى تضافر الجهود المحلية والدولية لدعم عملية إعادة الإعمار في الرقة، مع التركيز على توفير الدعم المالي والتقني اللازم لمساعدة السكان على إعادة بناء منازلهم وأعمالهم، وبالتالي المساهمة في إعادة إحياء المدينة وعودة نسيجها الاجتماعي والاقتصادي إلى سابق عهده.

مقالات ذات صلة