أثار خبر وفاة شابين من أبناء محافظة درعا تحت التعذيب في سجون النظام استياءً وغضباً شعبياً واسعاً بين الأهالي، وذلك بعد اعتقالهما قبل عامين من قبل أجهزة النظام الأمنية. يأتي مصير الشابين ليمثل صورةً مشابهة لمئات المعتقلين في سجون النظام الذين قضوا تحت التعذيب، فيما لا يزال مصير الكثيرين منهم مجهولاً حتى الآن.
ووفقاً لموقع “تجمع أحرار حوران”، فإن ذوي الشاب حابس نهاب الشامان، المنحدر من قرية شعارة في منطقة اللجاة، قد تسلّموا جثته من قوات النظام قبل يومين، بعد أن فارق الحياة تحت التعذيب في سجن صيدنايا سيء السمعة. الشامان، الذي كان من ضمن عناصر “التسوية والمصالحة” بعد انشقاقه عن فصيل تجمع ألوية العمري التابع للجيش الحر، اعتقلته قوات النظام رغم الوعود التي قُطعت بعدم المساس بأبناء التسوية، ليصبح هو وغيره من الشبان ضحايا لهذه الوعود الكاذبة.
في حين وصل خبر وفاة الشاب “عدي سميح أبو خشريف”، وهو أحد أبناء بلدة الشبرق غربي درعا، تحت التعذيب في نفس السجن، إلا أن ذويه لم يتمكنوا من الحصول على جثته، بحسب ما أفاد الموقع المحلي.
التعذيب الممنهج الذي يمارسه النظام داخل السجون، بما في ذلك سجن صيدنايا العسكري، تسبب في موت الآلاف من المعتقلين. ووفقاً لمصادر مقربة من الشابين، فإنهما تعرضا لأقسى أنواع التعذيب حتى لقيا حتفهما. سجن صيدنايا يُعد من أسوأ معتقلات النظام، حيث تُمارس فيه الأجهزة الأمنية أبشع الانتهاكات بحق المعارضين والنشطاء والمعتقلين السوريين.
هذه الانتهاكات المستمرة أثارت حالة من القلق والاشمئزاز بين أهالي درعا، الذين يعبرون عن خوفهم من استمرار حملات الاعتقال التي تطال المدنيين، وسط صمتٍ دولي مقلق حيال الجرائم المتواصلة في سجون النظام.
لا يزال التعذيب الممنهج في سجون النظام السوري يمثل جرحاً نازفاً في وجدان الشعب السوري، في ظل استمرار الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم. وتؤكد هذه الممارسات على الحاجة الملحة لمساءلة النظام وأجهزته الأمنية عن انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة، التي تقضي على حياة الأبرياء وتزيد من معاناة الأسر السورية.