أطلقت منظمة “سامز” الطبية يوم الأربعاء، 18 أيلول الجاري، مشروعاً جديداً في الشمال السوري يهدف إلى الكشف المبكر عن سرطان الرئة، الذي يُعد من أخطر الأمراض السرطانية المنتشرة في المنطقة.
يحدث مرض السرطان نتيجة النمو غير الطبيعي للخلايا في الجسم بسبب حدوث خلل فيها، ويمكن أن يحدث هذا الخلل في أي جزء من الجسم، حيث يؤدي إلى انقسام الخلايا وتكاثرها بشكل غير منضبط، ما يمنع موت الخلايا القديمة واستمرارها في النمو وتكوين خلايا غير طبيعية، مما ينتج عنه تكوين كتل من الأنسجة السرطانية.
أقامت وزارة الصحة في إدلب ندوة حوارية بين أطباء البعثة الأمريكية التابعة لمنظمة “سامز” ومجموعة من أطباء الشمال السوري باختصاصاتهم المختلفة، بالإضافة إلى حضور جيد لطلاب الطب البشري في جامعات إدلب الحرة.
الطبيبة “سوسن راشدين”، أخصائية في أمراض الأورام، قالت: إن هذا المشروع هو عملية مسح مبكر لسرطان الرئة في إدلب، ويتم عن طريق جهاز الطبقي المحوري الموجود في المشفى المركزي، ومشفى العيادات التابعة لمنظمة “سيما”، ومشفى الزراعة في مدينة إدلب.
وأشارت الطبيبة إلى أن كل شخص في الشمال السوري يمكنه إجراء هذا الفحص بعد تطابق المواصفات المحددة للكشف عن المرض.
وتضيف: “يحق للشخص إجراء عملية المسح وفق شروط معينة، إذا كان عمره فوق الخمسين عاماً ومدمناً على التدخين لأكثر من ثلاثين عاماً، أي يدخن علبة أو أكثر في اليوم”.
خلال الندوة الحوارية بين الأطباء، جرت عدة نقاشات حول آلية استخدام المسح المبكر لتأمين العلاج للمرضى المصابين، بهدف تقليل نسبة الوفيات قدر الإمكان بين مرضى سرطان الرئة.
وأوضحت الطبيبة أن الشعب السوري هو من أكثر الشعوب تعرضاً للإصابة بهذه الأمراض، ومن واجبنا تقديم كل ما بوسعنا للمساهمة في العلاج والشفاء من هذا المرض.
يُعد سرطان الرئة من أصعب أنواع السرطان من حيث العلاج، خاصة في مراحله المتقدمة. وقد أفادت الطبيبة “سوسن” بأن “هذا المشروع يشكل انطلاقة للمساهمة في الكشف المبكر عن المرض وتقديم العلاج اللازم له في مراحله الأولى على أمل الشفاء منه”.
ويعاني نحو 3300 شخص من مرض السرطان في الشمال السوري، تشكل النساء والأطفال نسبة 65% منهم، وسط تحذيرات من تفاقم أعداد المصابين خلال الأشهر الخمسة الماضية، حيث تم تسجيل 608 حالات جديدة، بينها 373 طفلاً وامرأة، بمعدل ثلاث حالات يومياً.