تشهد مدينة الرقة شرق سوريا ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الخدمات الطبية، بما في ذلك المعاينات الطبية وفحوصات المختبرات والأدوية، مما أثار موجة من الاستياء بين السكان المحليين الذين يعانون أصلاً من ظروف اقتصادية صعبة.
ووفقاً لشهادات عدد من المواطنين، وصل سعر المعاينة الطبية في بعض العيادات إلى 60 ألف ليرة سورية، وهو ما يعتبره الكثيرون مبلغاً مبالغاً فيه، خاصة عندما تتم المعاينة في غضون دقائق معدودة.
وأشار بعض المرضى إلى أن هناك أطباء يستقبلون ما يصل إلى 100 مريض يومياً، مما يثير تساؤلات حول جودة الرعاية المقدمة، حسب تقديراتهم.
كما لفت المواطنون إلى وجود ما وصفوه بـ”تواطؤ” بين بعض الأطباء والمختبرات الطبية والصيدليات، حيث يتم توجيه المرضى لإجراء فحوصات قد تكون غير ضرورية في مختبرات معينة، أو شراء أدوية من صيدليات محددة، مما يشير إلى وجود اتفاقيات مالية بين هذه الأطراف على حساب المريض.
وفي مقارنة مع المحافظات الأخرى، أشار بعض المواطنين إلى أن سعر المعاينة في دمشق قد يصل إلى 25 ألف ليرة سورية، بينما في الرقة قد يرتفع إلى 75 ألف ليرة، وهو ما يعتبر فارقاً كبيراً يثقل كاهل المواطنين.
من جانب آخر، دافع بعض المواطنين عن الأطباء، مشيرين إلى الجهد والوقت والتكلفة العالية التي يتكبدها الطبيب خلال سنوات دراسته الطويلة، والتي قد تصل إلى 15 عاماً، مبررين ارتفاع الأسعار بضرورة تعويض هذه التكاليف.
ويأتي هذا الارتفاع في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعاني منها سوريا بشكل عام، حيث يجد الكثيرون أنفسهم عاجزين عن تحمل تكاليف العلاج الأساسي.
وقد عبّر العديد من المواطنين عن مخاوفهم من أن تتحول مهنة الطب من مهنة إنسانية إلى مجرد تجارة، متناسين الجانب الإنساني والأخلاقي للمهنة.
وفي ظل هذه الظروف، يناشد المواطنون الجهات المعنية بضرورة التدخل لضبط أسعار الخدمات الطبية وضمان وصول الرعاية الصحية الأساسية لجميع شرائح المجتمع، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
