شهدت مناطق شرقي إدلب في الشمال السوري، خلال يوم أمس الإثنين، تصعيدًا غير مسبوق من قبل قوات النظام السوري وحلفائه، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية المدنية.
وقد وثّق فريق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) تفاصيل هذا التصعيد الخطير، حيث تعرضت بلدة كفريا الواقعة شمال شرقي إدلب لقصف مدفعي وصاروخي عنيف من قبل قوات النظام السوري وحلفائه.
وقد أسفر هذا الهجوم عن مقتل خمسة مدنيين، من بينهم امرأتان ورجل مسن، بالإضافة إلى إصابة 12 شخصًا آخرين، من بينهم ستة أطفال وامرأتان.
ومن بين الأهداف التي تم استهدافها بشكل مباشر خلال هذا القصف، مدرسة الحكمة في كفريا، حيث سقطت قذيفة مباشرة في باحة المدرسة، مما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بها.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المدرسة العاشرة التي يتم استهدافها من قبل قوات النظام وحلفائه خلال العام الجاري 2024، مما يشير إلى نمط مقلق من الهجمات على المؤسسات التعليمية.
بالإضافة إلى المدرسة، تم توثيق استهداف عدة مواقع مدنية أخرى في البلدة، بما في ذلك: مخبز آلي تعرض لقصف مباشر، منطقة قريبة من مسجد الهداية، موقع على بعد 150 مترًا من مسجد التوحيد، محيط حديقة عامة في البلدة.
وقد أدى هذا القصف العشوائي إلى إلحاق أضرار كبيرة بمنازل المدنيين والمرافق العامة في المنطقة.
ويأتي هذا التصعيد في سياق الصراع المستمر في سوريا منذ أكثر من 13 عامًا، حيث يستمر نظام الأسد وحلفاؤه من الميليشيات في شن هجمات على المناطق المدنية، مما يتسبب في معاناة مستمرة للسكان المحليين.
وحول أسباب هذا التصعيد، قال الناشط في المجال الطبي والإغاثي، مأمون سيد عيسى لمنصة SY24: “التصعيد ليس له أهداف عسكرية إنما تنفيس عن الحنق والغضب من قبل قوات حزب اللI التي تسيطر على سراقب وترفع علم ايران على أوتوستراد سراقب دمشق، كما تبين في فيديو لأحد زوار المنطقة، فالحنق مصدره أن حزب الله يضرب بقسوة من قبل الإسرائيليين و يدمر مخزونه الصاروخي وتهجر حاضنته مثلما تهجر السوريون”.
وأضاف: “قوات حزب الله مطمئنة من عدم وجود رد على هذه الأرتال وهذه الجيوش المجيشة من عفرين إلى أعزاز إلى الباب، والتي بدلاً من أن تحشد على جبهات النظام أو قسد تحشد ضد بعضها، وأعتقد أن الفرصة التي لدى الفصائل لاسترجاع المنطقة من النيرب حتى مورك لن تعوض ويمكن لهذه المعركة أن تعيد 900 ألف نازح نزحوا في اجتياح 2018، إلى بيوتهم وأراضيهم”.
وتابع “قوات حزب الله في انهيار تام وقوات النظام على وضع أسوء، ولدينا 100 ألف مقاتل من الجيش الحر و40 ألف من الهيئة وفصائل إسلامية، ومئات الآلاف من سكان المنطقة لديهم أسلحتهم الفردية، وهم جاهزون لدخول المعركة لاسترجاع أراضيهم”.
وفي ظل هذه الظروف المأساوية، يواصل فريق الدفاع المدني السوري جهوده في توثيق هذه الانتهاكات وتقديم المساعدة للمدنيين المتضررين. ومع ذلك، تبقى الحاجة ملحة لتدخل المجتمع الدولي لوقف هذه الهجمات وحماية المدنيين في شمال سوريا، حسب مراقبين.