تشهد محافظة دير الزور شرق سوريا حالة من التوتر الأمني المتصاعد في الأيام الأخيرة، وسط إجراءات أمنية مشددة وتحركات عسكرية مكثفة تقوم بها الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة.
وتشير المعلومات الواردة من مصادر مختلفة، إلى قيام هذه الميليشيات بتدريب عناصر جديدة بهدف نشرهم في البادية السورية ومناطق أخرى استراتيجية.
وبدأت الميليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال بتدريب 250 مجندًا جديدًا، حيث تجري هذه التدريبات في بادية البوكمال الجنوبية بالقرب من قاعدة الإمام علي العسكرية، ومن المقرر أن تستمر لمدة أسبوعين.
ويهدف هذا التدريب إلى تجهيز العناصر للانتشار في مناطق مختلفة من ريف البوكمال والميادين، إضافة إلى القرى المحيطة بمدينة دير الزور.
ويبدو أن الهدف الرئيسي من هذه التحركات هو الاستعداد لمواجهة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وشن هجمات محتملة على قوات التحالف الدولي المتواجدة شرق نهر الفرات، حسب مراقبين.
وتشمل التدريبات تعليم المجندين على استخدام الأسلحة الرشاشة وقذائف آر بي جي، إضافة إلى تقنيات زراعة العبوات الناسفة والقنص الليلي، إذ يشارك في هذه التدريبات مدربون من ميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي إلى جانب مدربين محليين.
وفي تطور آخر، قامت ميليشيا “حزب الله” بالاستيلاء على بساتين في بلدة الجلاء بريف البوكمال شرقي دير الزور، بهدف إنشاء معسكرات وقواعد لإطلاق الصواريخ، مما أثار قلق السكان المحليين الذين قدموا شكاوى إلى السلطات المحلية دون أن تلقى استجابة.
وفي الوقت نفسه، أخلت ميليشيا “حزب الله” اللبناني أحد مواقعها العسكرية في حي هرابش بمدينة دير الزور.
وتم إخلاء كلية الهندسة الميكانيكية التي كانت تتخذها الميليشيا مقرًا عسكريًا لها، مع الإبقاء على مواقعها في مديرية الأعلاف المجاورة.
كما بدأت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني في دير الزور بتعزيز أمن شبكات الاتصالات الخاصة بها.
وتشمل هذه الإجراءات تغيير شيفرات الاتصالات اللاسلكية ونشر أنظمة تشويش على رادار المطار العسكري وقسم الإشارة.
وتم إصدار توجيهات بتغيير كلمات المرور وترددات أجهزة الاتصال يوميًا للحد من خطر الاختراق، وفق الأنباء الواردة من المنطقة.
إضافة إلى ذلك، قامت الميليشيات الإيرانية برفع سواتر ترابية حول الشقق التي استولت عليها في جمعية المهندسين بشارع بورسعيد في دير الزور، بهدف حماية مقرات قادة الميليشيات ومنع تصويرها أو تحديد مواقعها.
وفي هذا الجانب، رأى الناشط الحقوقي يوسف الشامي في حديثه لمنصة SY24، أن جميع ما يجري من تحركات للميليشيات يؤكد حجم الارتباك الحاصل بسبب المخاوف من الهجمات والضربات الإسرائيلية المتوقعة بين لحظة وأخرى على مواقعها في المنطقة، لكنّ المثير للقلق هو أن من يدفع الثمن هم أهالي دير الزور وغيرها من مناطق تواجد النفوذ الإيراني، كون الميليشيات تتخذ هؤلاء المدنيين دروعا بشرية تحتمي بهم أو بين منازلهم.
وأعرب عن توقعاته بأن المنطقة الشرقية التي يتواجد فيها الإيرانيون لن تكون هادئة وستكون مشتعلة خلال قادمات الأيام بأحداث أمنية متسارعة سواء على صعيد الهجمات من تنظيم داعش ضد تواجدها في البادية، أو على صعيد الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف أماكن توزع الميليشيات، وفق رأيه.
ووسط كل ذلك، يشير هذا التصعيد في النشاط العسكري والأمني للميليشيات الإيرانية في دير الزور إلى احتمال حدوث تطورات جديدة في المنطقة في المستقبل القريب، في حين يبقى السكان المحليون في حالة من القلق والترقب وسط هذه التحركات المكثفة.