مطالبات بحماية حدائق الرقة من الإهمال والتجاوزات

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أثارت صورة متداولة من حديقة جواد في مدينة الرقة شرق سوريا جدلاً واسعاً بين السكان المحليين، مسلطة الضوء على مشكلة الإهمال والتجاوزات التي تهدد الحدائق العامة في المدينة.

وتظهر الصور المتداولة أطفالاً يقومون بإشعال النار في الأعشاب اليابسة، مما أثار تساؤلات حول غياب الحراسة والرقابة على هذه المرافق العامة الهامة.

وقد أثار هذا الحادث موجة من ردود الفعل والتعليقات بين سكان الرقة، تراوحت بين السخرية والغضب والقلق على مستقبل هذه الحدائق التي كانت يوماً ما تمثل متنفساً أخضر للمدينة.

فمن جانب، عبّر بعض المواطنين عن استيائهم من تدهور حالة الحدائق، مشيرين إلى أن هذه المرافق كانت في السابق تحظى برعاية أفضل.

وقال أحد المعلقين: “الحدائق سابقا كانت كل حديقة يوجد فيها ناطور ومراقب لزوارها، هذه المهمة اختفت وهذا سبب دمار الحدائق”، وأضاف آخر: “دائماً كل حديقة تحتاج إلى حارسين على الأقل لحمايتها من أي تجاوزات”.

وفي المقابل، رأى البعض أن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق السلطات المحلية، بل تمتد لتشمل الأهالي أيضاً، حيث علق أحدهم قائلاً: “أولا الحق على ترك الأعشاب اليابسة، ثانيا الحق على الأهل وثالثا الحق على البلدية”.

ودعا آخرون إلى ضرورة تقليم أشجار النخيل وإزالة الأغصان اليابسة لتجنب مثل هذه الحوادث، حسب رأيهم.

ومن جهة أخرى، عبّر بعض المواطنين عن إحباطهم من السلوك العام، حيث وصف أحدهم الوضع بأنه “فوضى وإهمال وعدم مبالاة من قبل الأهالي للأسف”، بينما ذهب آخر إلى حد وصف المشكلة بأنها أعمق من مجرد غياب الحراسة، قائلاً: “حتى لو كان هناك حراسة، لكن للأسف البعض يفتقر إلى الوعي وضرورة فهم الأسس الحضارية وآليات تنفيذها”.

وفي ظل هذه التعليقات المتباينة، يبدو أن هناك إجماعاً على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الحدائق العامة في الرقة.

وتتضمن المقترحات المطروحة: إعادة تفعيل نظام الحراسة الدائمة للحدائق، كما كان معمولاً به في السابق، القيام بأعمال التقليم وإزالة الأعشاب اليابسة بشكل منتظم لتقليل مخاطر الحرائق، تنظيم حملات توعية تستهدف الأهالي والأطفال حول أهمية الحفاظ على المرافق العامة، تفعيل دور البلدية ومطالبة السلطات المحلية بتكثيف جهودها في مراقبة وصيانة الحدائق، تشجيع المواطنين على المشاركة في حماية هذه المساحات الخضراء والإبلاغ عن أي تجاوزات.

وتعتبر الحدائق العامة جزءاً مهماً من نسيج المدينة الاجتماعي والبيئي، مما يجعل الحفاظ عليها أمراً حيوياً لتحسين جودة الحياة للسكان.

ومؤخراً، شهدت مدينة الرقة موجة استياء شعبي واسعة إثر محاولات تحويل جزء من إحدى الحدائق العامة إلى مشروع تجاري خاص، حيث تم إزالة مساحات كبيرة من بلاط وعشب حديقة جواد أنزور العامة، وذلك بهدف إقامة كافتيريا خاصة لصالح أحد المتنفذين المرتبطين ببلدية الرقة.

يذكر أن الرقة تحيط بها مساحات خضراء واسعة تشمل غابات المنصورة وهنيدة غربًا، وغابات الكرامة شرقًا، وغابات خنيز وعيون عيسى شمالًا، مما يجعل الحفاظ على المساحات الخضراء داخل المدينة أمرًا ضروريًا للتوازن البيئي والجمالي.

مقالات ذات صلة