تصاعد التوترات الأمنية في درعا

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تعيش محافظة درعا على وقع توترات أمنية متجددة تعكس هشاشة الوضع الأمني الذي يهيمن على المنطقة، فبعد سنوات من الاتفاقيات والتسويات التي لم تحقق الاستقرار المطلوب، تظل درعا مسرحًا للاشتباكات المسلحة والاغتيالات الميدانية التي تعكس الانقسامات العميقة بين الفصائل المحلية المختلفة.

شهدت بلدة المسيفرة شرقي درعا أمس اشتباكات عنيفة بين مجموعتين محليتين، حيث اندلعت المواجهات بين مسلحين تابعين للواء الثامن ومجموعة محلية يقودها المدعو “محمد الرفاعي” الملقب بـ”أبو علي اللحام”، وهو قيادي مرتبط بالمخابرات الجوية، وتعد هذه المجموعة أحد الفاعلين الرئيسيين في المنطقة، حيث تنفذ مهام أمنية تشمل تنفيذ عمليات اغتيال وخطف واعتقال، وتتلقى دعمها من المخابرات الجوية.

اندلعت هذه المواجهات على خلفية قيام مجموعة “اللحام” بقصف منزل في بلدة المسيفرة بصاروخ من نوع RPG، مما أسفر عن أضرار مادية دون وقوع خسائر بشرية، المنزل المستهدف يعود إلى المواطن ژعبد الله خالد الزعبي العيدة”، إذ أقدمت مجموعة اللحام على استهدافه بعد التسلل إلى نقاط قريبة من المنزل.

بعد هذا الهجوم، سارعت قوات اللواء الثامن إلى إرسال تعزيزات من مدينة بصرى الشام المجاورة في محاولة للسيطرة على الموقف، الاشتباكات استمرت لساعات طويلة وسط حالة من التوتر والذعر بين السكان المحليين، الذين باتوا ضحايا للصراعات بين هذه الفصائل المتناحرة.

في سياق متصل بالتوترات الأمنية المستمرة بالمنطقة، تعرض الشاب “مصطفى عبده محارب” لمحاولة اغتيال عبر إطلاق نار مباشر عليه من قبل مسلحين مجهولين، مصطفى محارب، الذي يُعرف بعلاقاته القوية مع ميليشيا “حزب الله” اللبناني، أصيب بجروح خطيرة جراء هذا الهجوم الذي يندرج ضمن سلسلة من الاغتيالات التي تشهدها المنطقة، والتي غالبًا ما تستهدف شخصيات مرتبطة بجهات أمنية أو عسكرية داخل وخارج سوريا.

تعيش درعا في ظل فوضى أمنية منذ سنوات، وتلعب المصالح الإقليمية والدولية دوراً محورياً في استمرار حالة عدم الاستقرار، فبعد اتفاق التسوية الذي وقع عام 2018 برعاية روسية، أصبحت المحافظة ساحة لتصفية الحسابات بين الفصائل المحلية المختلفة التي تتبع إما لأجهزة النظام السوري أو لقوى خارجية مثل “حزب الله”، هذه الصراعات تعزز من استمرار حالة الفلتان الأمني وتزيد من معاناة السكان المحليين، الذين يعانون من تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية على حد سواء.

مقالات ذات صلة