تحديات وصعوبات بالغة تواجه اللاجئين السوريين في لبنان

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

منذ بداية الحملة العسكرية الإسرائيلية على لبنان، وعائلة اللاجئ السوري “أبو عبدو” تختبئ في ملجأ المبنى الذي يقيمون فيه وسط مدينة طرابلس، حاله كحال الكثير من السوريين الذين اختاروا البقاء تحت القصف في لبنان خوفاً من مصير مجهول إذا عادوا إلى سوريا.

يعيش السوريون اللاجئون في لبنان ظروفاً قاسية جداً في ظل الحملة العسكرية الإسرائيلية على البلاد. أثرت الحرب القائمة في لبنان على ارتفاع كبير في إيجارات المنازل في المناطق الهادئة، بالإضافة إلى غياب التسهيلات من السلطات السورية لعودة اللاجئين إلى بلادهم.

“أبو عبدو”، شاب في العشرينات من عمره، أب لثلاثة أطفال، من أبناء مدينة إدلب، ولاجئ إلى مدينة طرابلس اللبنانية منذ تسع سنوات، هارباً من الحرب في سوريا والخدمة العسكرية.

يقول: “خرجت من سوريا قبل انتهاء مدة تأجيل الخدمة العسكرية بأيام قليلة، تاركاً دراستي الجامعية وأهلي في سوريا، بحثاً عن مستقبل أفضل بعيداً عن الموت والقصف”.

استقر “أبو عبدو” في لبنان وأسس عائلة وبيتاً وعملاً مستقلاً. يقول: “لم يدم الاستقرار طويلاً، التحديات كثيرة هنا، وآخرها الحرب القائمة في لبنان التي أعادت لي ذكريات القصف في سوريا من خوف ورعب وموت”.

منذ بداية الحرب في لبنان، توقف الشاب عن عمله بسبب الأوضاع الأمنية القاسية حوله، والتزم منزله بجانب أولاده وزوجته. يقول: “قبل يومين، قصفت إسرائيل بناءً قريباً من منزلي، ونجونا من الموت بأعجوبة”.

يشير الشاب إلى أن جميع العائلات اللبنانية غادرت المنطقة بعد هذه الغارة، بينما بقي اللاجئون السوريون ينتظرون مصيرهم المجهول في حالة من الرعب والخوف الدائم.

ارتفعت إيجارات المنازل بشكل كبير في المدن الهادئة، مما زاد من صعوبة مغادرة السوريين لأماكن القصف واللجوء إلى هذه المدن المستقرة. يقول اللاجئ السوري “خالد العلي” إنه حاول إيجاد منزل للإيجار في بيروت، لكن الأسعار فاقت قدرته المادية، حيث وصل إيجار المنزل إلى ما يقارب 1000 دولار أمريكي شهرياً.

لجأ “خالد” إلى حديقة عامة في بيروت ليحمي أطفاله الخمسة من الموت بعد هروبهم من جنوب لبنان، لكن الشرطة اللبنانية منعته من البقاء وطلبت منه المغادرة فوراً. يقول: “لا أستطيع المخاطرة بمصيري ومصير عائلتي إذا عدت إلى سوريا، ولا أملك مكاناً أذهب إليه، حتى الحدائق تم منعنا منها”.

يواجه اللاجئون السوريون في لبنان مصيراً مجهولاً وتجاهلاً واضحاً من قبل السلطات اللبنانية مع زيادة الضغوطات والتعقيدات عليهم، مما يحرم الكثيرين منهم من إيجاد مكان آمن في ظل الحرب الشرسة الدائرة في لبنان.

مقالات ذات صلة