أعرب العديد من سكان مدينة القامشلي عن استيائهم الشديد إزاء تدني مستوى النظافة في بعض المنشآت الطبية بالمدينة، في تطور أثار قلق كثير من أهالي المرضى على وجه الخصوص.
وقد أثار هذا الوضع المتردي مخاوف جدية بشأن جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، حيث لا يرقى الواقع الصحي في هذه المؤسسات إلى المعايير المتوقعة، وفق تعبير عدد من أبناء المنطقة.
وبرزت شكاوى متعددة تسلط الضوء على حجم المشكلة، حيث أشار بعض المواطنين إلى أن المستشفيات الوطنية هي الأكثر تضررًا من هذه الظاهرة، في حين استبعدوا أن تكون المستشفيات الخاصة على نفس القدر من الإهمال، حسب آرائهم.
وعبّر آخرون عن اعتقادهم بأن هم المسؤولين الوحيد هو استنزاف جيوب المواطنين المعوزين، بحسب وجهة نظرهم.
ولم تقتصر الانتقادات على المشافي فحسب، بل امتدت لتشمل العيادات الخاصة أيضًا، فقد وصف أحد المواطنين حالة هذه العيادات بقوله: “إذا لم تكن مريضًا، فبمجرد دخولك إليها ستصاب بالمرض نفسيًا”.
وأضاف آخر أن الوضع في المخابر الطبية يشبه ما كان عليه الحال في الحرب العالمية الأولى، مشيرًا إلى سوء الخدمات وارتفاع التكاليف.
كما لم تقتصر المخاوف على مستوى النظافة العامة فحسب، بل تعدت ذلك لتشمل جوانب أكثر تخصصًا مثل تعقيم الأدوات الطبية.
وقد عبّر أحد المواطنين عن مخاوفه المتعلقة بانتشار العدوى في عيادات الأسنان، حيث قال: “إن معظم الأمراض تنشأ من العيادات والمستشفيات، وخاصة عيادات الأسنان، ولا يوجد من لم يشكُ من مشكلة في أسنانه بسبب عدم تعقيم الأدوات المستخدمة”، ما يؤكد الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة المرضى في كافة المجالات الطبية.
ومن المثير للاهتمام أن بعض المواطنين أشاروا إلى تدهور الوضع خلال السنوات العشر الماضية، حيث كانت المستشفيات والشوارع وساحات المدن في المناطق الكردية تتمتع بمستوى أعلى من النظافة، وقد عزا البعض هذا التراجع إلى غياب الرقابة الصحية من قبل الإدارة الذاتية وانتشار الفساد.
وفي ظل هذه الأوضاع المتردية، برزت دعوات متكررة من المواطنين لتشديد الرقابة وتطبيق معايير صارمة للنظافة والتعقيم، فقد عزا البعض هذا التدهور إلى “عدم المراقبة الصحية من الإدارة الذاتية وعدم اهتمامها بالرقابة”، الأمر الذي يضع السلطات المحلية أمام تحدٍ كبير يتطلب استجابة سريعة وفعالة.
وفي هذا الصدد، أثار العديد من الأفراد قلقهم إزاء التكاليف المرتفعة للخدمات الطبية، معتبرين أنها تشكل عبئاً مالياً كبيراً عليهم، وقد أبدى بعضهم حالة استياء من ما يعتبرونه استغلالاً من قبل بعض مقدمي الرعاية الصحية، حيث قال أحدهم: “إن همهم الوحيد هو استنزاف جيوب المواطنين”.
ويرى الكثيرون أن الارتباط بين تدني جودة الخدمات وارتفاع أسعارها يزيد من حدة الأزمة الصحية، ويطرح تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة.
وأجمع عدد كبير من سكان القامشلي على أن الوضع الصحي في منطقتهم يتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لتحسين مستوى النظافة والخدمات الطبية، فالصحة العامة تعد ركيزة أساسية لاستقرار المجتمع ورفاهيته، ولا يمكن التهاون في هذا الجانب الحيوي من حياة المواطنين، حسب كلامهم.