على كرسي كهربائي متحرك، يتجول الشاب “مصطفى” بين زوار معرض أسواق إدلب في حديقة التحرير بالمدينة، يبيع حلوى “غزل البنات” للأطفال، بهدف تأمين دخل إضافي لعائلته في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها معظم سكان المنطقة.
تعد حلوى “غزل البنات” من الحلويات المفضلة للأطفال بسبب مذاقها الحلو وألوانها الزاهية الملفتة للنظر، وتُعرف في البلدان العربية بأسماء عديدة، منها “شعر البنات” أو “ذقن الشايب”.
“مصطفى”، 29 عاماً، أب لطفل واحد، يقيم في مدينة إدلب بعد نزوحه من ريف حماه الشمالي، فقد الشاب جزءاً من قدميه اليمنى واليسرى، إثر غارة جوية على منزله قبل سبع سنوات.
بعد هذه الحادثة الأليمة، خضع الشاب لعدة عمليات جراحية وفترة علاج طويلة، يقول: “السنوات الأولى كانت صعبة جداً، مع آلام جسدية لا تحتمل، وتعب نفسي وفقدان للأمل”.
أصبح الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعاني من فقدان الحركة بشكل كامل، لذلك لجأ إلى شراء كرسي كهربائي يسهل عليه الحركة والتنقل داخل المنزل وخارجه.
في أيام الصيف، وخلال الفترة المسائية، يخرج الشاب من منزله، معلقاً على طرف الكرسي عموداً مزيناً بعشرات الأكياس من “غزل البنات” الملونة، يقف تارة بجانب الباب الشمالي للحديقة، وتارة يتجول بالقرب من ألعاب الأطفال لبيعهم “غزل البنات”.
يقول الشاب إنه اشترى آلة مخصصة لصناعة هذه الحلوى في المنزل بمساعدة زوجته، وفي المساء يحمل أكياس “غزل البنات” لبيعها للأطفال في الحدائق العامة.
تعد مادة السكر من المكونات الأساسية في هذه الحلوى، بالإضافة إلى الألوان الصحية العديدة وحمض الليمون، يقول “مصطفى” إنه يضع كمية محددة من هذه المكونات في الآلة المخصصة، التي تحولها إلى شعر ناعم جداً وملون.
“يباع كيس غزل البنات حسب حجمه، ويتراوح سعر الكيس بين 5 و10 ليرات تركية”، حسب ما أضاف “مصطفى”.
يأمل الشاب في الحصول على دعم من إحدى المنظمات الإنسانية الطبية لتقديم أطراف صناعية، تسهل عليه الحركة بشكل أفضل، حاله كحال الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من تحديات وصعوبات كبيرة في حياتهم اليومية.