ارتفاع أسعار أسطوانة الغاز بشكل مستمر دفع الكثير من الأهالي للبحث عن حلول بديلة، منها “الببورية” التي تُصنع من الحديد المستعمل وتستخدم كموقد للطبخ، حيث يمكن إشعالها بأي شيء قابل للاشتعال كالحطب وغيره.
“أم أحمد”، سيدة في الأربعينيات من عمرها وأم لستة أطفال، تقيم في مخيم عشوائي بالقرب من مدينة سرمدا الحدودية مع تركيا بعد نزوحها من بلدة التح بريف معرة النعمان جنوبي إدلب قبل أربع سنوات، تستخدم “أم أحمد” الببورية لطهي الطعام ولأغراض أخرى منذ أكثر من عامين، وتقول: “تتميز هذه الأداة بنار قوية، ويمكن التحكم بشدتها كما أريد، إضافة إلى أنها تطهو الطعام باستخدام أي شيء يمكن حرقه بداخلها”.
تضيف “أم أحمد” أنها تحرق ما يتوفر لديها من عيدان، حطب، أو فحم، وتقول: “غالباً ما أحرق بها أكياس النايلون أو علب الكرتون”. أصبحت “الببورية” أداة شائعة الاستخدام بين العوائل الفقيرة وسكان المخيمات بشكل خاص. وتقول “أم أحمد” إن استخدامها خارج الخيمة يقلل من خطر الحرائق بشكل كبير مقارنة بالغاز.
تُصنع “الببورية” من الحديد المستعمل، وتتميز بشكلها الذي يشبه المدفأة الطينية القديمة، كما تحتوي في أسفلها على مروحة صغيرة يتم وصلها ببطارية الإنارة المنزلية لزيادة كفاءة اشتعال النار.
“صالح أصلان”، 53 عاماً، أب لخمسة أولاد وحداد في مدينة أريحا، يعمل في صناعة الببوريات منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويقول: “أصنع الببورية من حديد الخردة، وأضيف لها مروحة لتسريع اشتعال النار وزيادة قوتها والتحكم بها”.
يضيف الحداد شبكة حديدية متينة في أعلى الببورية لتثبيت الإناء عليها، ويترك فتحة صغيرة في أسفلها لوضع الوقود طيلة فترة تشغيلها، تتوفر “الببورية” بعدة أحجام، حيث تُستخدم الصغيرة لإبريق الشاي أو دلة القهوة، وتزداد حجمها حسب الاستخدام المطلوب، ويقول الحداد إن سعر الببورية يتراوح بين 5 و10 دولارات أمريكية، حسب حجمها.
تشهد المحروقات ارتفاعاً مستمراً في أسعارها، حيث وصل سعر أسطوانة الغاز إلى 11.83 دولار أمريكي، وهو ما يعادل تقريباً أجرة أسبوع كامل لعامل مياومة في إدلب.