شهدت محافظة اللاذقية فجر الخميس تصعيدًا عسكريًا جديدًا حيث شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية بارزة، بما في ذلك مستودعات أسلحة في قاعدة حميميم الروسية ومطار اللاذقية الدولي.
وجاءت هذه الغارات بعد مغادرة طائرة إيرانية من طراز Boeing 748، تابعة لشركة “قاشيم فارس” التي تخضع للعقوبات الأميركية، المطار قبل ساعات قليلة من الهجوم.
التفاصيل الميدانية للقصف
أفادت مصادر محلية أن الانفجارات التي هزت مدينة جبلة ومحيطها كانت عنيفة لدرجة أنها أدت إلى اشتعال النيران في عدة مواقع، بما في ذلك مستودع للذخيرة داخل المدينة.
وحسب المقاطع المصورة التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، شوهدت أعمدة النيران تتصاعد من المناطق المستهدفة وسط دوي انفجارات متتالية.
وأشارت مصادر من مطار اللاذقية إلى أن فرق الإطفاء التابعة للمطار، بالإضافة إلى فرق روسية، واجهت صعوبات كبيرة في التعامل مع الحريق الذي اندلع داخل أحد المستودعات المستهدفة لشدة الانفجارات وتطاير الصواريخ بشكل عشوائي في محيط الموقع. ولم تتمكن فرق الإطفاء من الوصول إلى مكان الحريق خلال الساعة الأولى من الغارات.
تغيير حركة المواصلات الطرقية في اللاذقية
أفادت محطة “شام إف إم” أن السلطات المحلية قام بتحويل مؤقت لحركة السير ذهاباً واياباً على أوتوستراد اللاذقية – طرطوس من عقدة جبلة الجنوبية حتى جسر حميميم مروراً بمدينة جبلة، ويعكس هذا التحويل حجم الدمار الناجم عن الغارات وشدتها.
الطائرة الإيرانية والشبهات المحيطة بها
بحسب تقرير لـ “تلفزيون سوريا”، يأتي هذا القصف بعد ساعات من مغادرة طائرة إيرانية مملوكة لشركة “قاشيم فارس إير” التي تخضع للعقوبات الأميركية منذ عام 2019 بسبب تورطها في تهريب أسلحة ونقل مقاتلين لصالح ميليشيات موالية لإيران.
وأضاف المصدر أن الطائرة التي كانت تحمل الرمز QFZ9951 وصلت إلى مطار اللاذقية صباح الأربعاء في وضع التخفي، حيث أغلقت أنظمة الملاحة والرادار، وبقيت في المطار لمدة ست ساعات قبل أن تغادر في الساعة الخامسة مساءً، أي قبل القصف الإسرائيلي بنحو ثماني ساعات.
ووفقًا لتقارير إعلامية، نشرت وكالة أنباء النظام “سانا” يوم الثلاثاء الفائت صورًا تُظهر وصول أول طائرة مساعدات إيرانية مخصصة للنازحين الذين فروا من لبنان، وتبين لاحقًا أن الطائرة تتبع لشركة “قاشيم فارس”. كما بثت قناة “روسيا اليوم” تسجيلاً مصورًا يظهر فيه ضباط روس وهم يفتشون حمولتها.
استهداف مواقع حيوية في اللاذقية
إلى جانب استهداف المستودعات العسكرية في مطار اللاذقية الدولي، أفادت وسائل إعلام سورية أن الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضًا مستودعًا للأسلحة في قاعدة حميميم الروسية. وعلى الرغم من حجم الغارات، لم يتم استهداف المدارج أو أبراج المراقبة في المطار أو القاعدة.
وسرعان ما ظهرت دورية جوية روسية في سماء اللاذقية بعد انتهاء القصف، فيما أكدت مصادر أمنية تابعة للنظام أن الدفاعات الجوية تصدت “لأهداف معادية” قبالة سواحل مدينة جبلة. وتسبب أحد الصواريخ الذي سقط في أطراف المدينة في اندلاع حريق، فيما رُصدت أصوات انفجارات قوية.
تداعيات القصف وتصاعد التوتر
يُشار إلى أن هذا الهجوم يأتي في إطار سلسلة متكررة من الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع داخل الأراضي السورية، ويُعتقد أنها تستهدف ميليشيات مدعومة من إيران. وتكثفت هذه الهجمات مؤخرًا على مواقع قريبة من الحدود السورية اللبنانية، في ظل توتر متزايد بين إسرائيل وإيران على خلفية نقل الأسلحة والمقاتلين عبر تلك الحدود.
الجدير بالذكر أن قاعدة حميميم الروسية تقع في ريف اللاذقية، وتُعد من أبرز المواقع العسكرية الروسية في سوريا. كما يشير مراقبون إلى أن هذه الغارات الإسرائيلية قد تكون خطوة إضافية في مسعى إسرائيل المستمر للحد من نفوذ إيران العسكري في المنطقة.