في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، تلقى سكان محافظة دير الزور شرق سوريا تحذيرات عاجلة تدعوهم إلى الابتعاد عن المقرات التابعة للقوات الإيرانية قدر المستطاع.
وتأتي هذه التحذيرات في سياق مخاوف من احتمال وقوع هجمات تستهدف هذه المواقع، مما قد يعرض حياة المدنيين للخطر، حسب عدد من أبناء المنطقة.
وقد أثارت هذه التحذيرات موجة من القلق والتساؤلات بين السكان المحليين. فمن جهة، يشعر البعض بالاستياء من انتشار هذه المقرات بين الأحياء السكنية، مما يجعل المدنيين عرضة للخطر في حال وقوع أي هجوم.
وفي هذا السياق، عبّر أحد السكان عن استيائه قائلاً: “المقرات بين الأهالي، وفي المقرات سوريون وليس إيرانيين فقط، فأين يذهب الناس الذين لا حول لهم ولا قوة؟”.
من ناحية أخرى، أشار بعض السكان إلى حوادث سابقة حيث تم إخلاء هذه المقرات قبل الهجمات، تاركين المدنيين في منازلهم عرضة للخطر.
هذا الأمر أثار استياءً كبيراً، حيث علّق أحد الأشخاص متسائلاً: “هل عندما ضربوا المقرات أخبروهم قبل بيوم، فأخلوا المكان وتركوا الناس المساكين في بيوتهم ليقع الخطر على رؤوسهم؟”.
وفي ضوء هذه المخاوف، دعا العديد من السكان إلى ضرورة منع إقامة مقرات عسكرية في المناطق المأهولة بالسكان، حيث أفاد احد المواطنين قائلاً: “يجب منعهم من وضع المقرات بين المدنيين لأن الأمر أصبح مؤذياً بما فيه الكفاية”.
وتسلط هذه الأحداث الضوء على الوضع المعقد في سوريا، حيث يجد المدنيون أنفسهم عالقين وسط صراعات إقليمية أوسع، وقد أشار بعض المراقبين إلى أن هذه التطورات قد تكون جزءاً من سيناريو أكبر يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة.
وفي هذا الصدد علّق أحدهم قائلاً: “للأسف أن الرد الإسرائيلي لن يكون في إيران إنما في سورية أو لبنان وفق مخطط وسيناريو متفق عليه من زمان والهدف منه تدمير الدول العربية”.
وفي خضم هذه التطورات، يبقى المدنيون في دير الزور وغيرها من المناطق السورية يأملون في تحقيق السلام والاستقرار، مع دعوات متزايدة لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في بلادهم، بحسب آراء عدد من المهتمين بملف القضية السورية.
وأشار كثيرون إلى حالة اليأس التي وصل إليها البعض بالقول: “كل هذه الأحداث تعني أنه يجب علينا ترك سوريا لأن إيران منتشرة فيها مثل السرطان”.
ويبقى الوضع في دير الزور وعموم سوريا محل متابعة وقلق، مع استمرار الدعوات الدولية والمحلية لحماية المدنيين وإيجاد حل سياسي ينهي الصراع الدائر منذ سنوات، حسب مراقبين.