استهداف إسرائيلي متكرر لحي المزة يثير تساؤلات حول أهميته

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في تطور لافت للأحداث في سوريا، شهد حي المزة في العاصمة دمشق سلسلة من الغارات الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية، مما أثار تساؤلات حول الأهمية الاستراتيجية لهذا الحي وسبب استهدافه المتكرر.

وفي آخر هذه الهجمات، التي وقعت يوم الأربعاء، استهدفت غارة إسرائيلية مبنى سكنياً في منطقة المزة فيلات غربية.

وأفادت وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري بسماع دوي انفجار قوي في المنطقة، مرجحة أن يكون ناجماً عن الاستهداف الإسرائيلي.

وفي تفاصيل الحادث، أشارت مصادر محلية إلى أن الغارة استهدفت مبنى مكوناً من ثلاثة طوابق، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين في حصيلة أولية.

ومن بين القتلى، تم الإعلان عن مقتل حسن جعفر قصير، صهر حسن نصر الله متزعم ميليشيا “حزب الله” اللبناني.

وفي معلومات إضافية، ذكر ناشطون أن الاستهداف كان محدداً لشقة في الطابق الأول من مبنى مؤلف من أربعة طوابق، حيث أظهرت صور متداولة حجم الدمار الهائل الذي لحق بالموقع المستهدف.

ويبدو أن الاستهداف لم يكن عشوائياً، إذ أشارت بعض المصادر إلى أن المبنى المستهدف كان يتردد عليه قيادات من ميليشيات “فيلق القدس” الإيراني و”حزب الله” اللبناني، مما يشير إلى وجود أهداف عسكرية محتملة في المنطقة، حسب مراقبين.

وفي حادثة منفصلة قبل يومين، تعرض حي المزة أيضاً لقصف إسرائيلي استهدف عدة مواقع، بما في ذلك سيارة في الحي، حيث نتج عن هذا الهجوم مقتل الإعلامية في تلفزيون النظام صفاء أحمد.

ويثير تكرار استهداف حي المزة تساؤلات جدية حول أهميته الاستراتيجية، إذ يبدو أن الحي الذي يعد من الأحياء الراقية في دمشق، قد أصبح موقعاً لتمركز شخصيات وقيادات مرتبطة بإيران وحزب الله، مما يجعله هدفاً متكرراً للغارات الإسرائيلية، وفق محللين.

وحول ذلك، قال المحلل الاستراتيجي أحمد الحمادي لمنصة SY24: “حي المزة من الأحياء الراقية في دمشق ويحتوي على العديد من مقرات المراكز السياسية والدبلوماسية والإعلامية والقضائية و بيوت الأثرياء والعسكريين والأمنيين وأصحاب النفوذ المتعدد في سورية، لذا لا غرابة أن يكون محط استقطاب لكبار الشخصيات الأجنبية في سورية ليكون مقرا لهم، ومنهم بالطبع الشخصيات الإيرانية وحزب الله وكبار الميليشيا الذين يمارسون أنشطتهم في سورية، و خاصة بوجود الوكر الأساس للنفوذ الإيراني في سورية السفارة الإيرانية، و لاحظنا ذلك عند قصف البناء الملحق بها و قتل نتيجته الجنرال الإيراني في فيلق القدس محمد رضا زاهدي و من معه من شخصيات كبيرة في الحرس الثوري الإيراني و ميليشياوية و سياسيين”.

ولفت إلى أن “الحي على ما يبدو يعج بكبار الشخصيات الإيرانية والميليشياوية وما يظهر بأنهم مكشوفين ومراقبين من قبل الأذرع الإسرائيلية وتم وضعهم في دائرة الاستهداف للقضاء عليهم، وهذا ما يلاحظ من خلال سير عمليات دائرة الاستهداف الإسرائيلي، فما أن يتم التأكد من وجود الهدف فرادى أو كجماعة حتى يحدث الاستهداف مباشرة، ولنا استنباط ذلك من خلال استهداف حسن نصر الله كعينة، حيث ذكرت التقارير ما أن بلغت الموساد عن اجتماع قيادة الميليشيا في حارة حريك وبوجود زعيم الميليشيا حتى انطلقت الطائرات لوحدة الوطواط في الجو وشكلت كمينا جويا تنتظر أوامر القيادة العليا بالتنفيذ وما إن تلقت أمر التنفيذ حتى نفذت وكان مقتل زعيم ميليشيا حزب الله ومن معه، وعلى ذلك قس الأمور”.

وتابع: “إذاً رصد أرضي و شامل و مراقبة على الدعسة كما يقال بما فيه السبيراني للشخصيات المستهدفة والموضوعة في بنك الأهداف الإسرائيلية لمكان تواجدها وتحركاتها ثم يأتي التنفيذ المباشر بأقل وقت زمني لنجاح العملية أينما كان الهدف، سواء على دراجة نارية أو في عربة أو في مكان مغلق أو تحت الأرض لذلك غالباً ما يتم نجاح العملية وتحقيق الهدف بكل دقة، و هناك مقولة اعتذر عن ذكرها و لكنها تنطبق عمن يستهدف وهي وكأن إسرائيل (بتفليهم تفلاية) من بين الوسط الذين يتواجدون فيه أو عمن ينزع الشوك من اليد، حيث يكون الهدف معروف ومراقب ومرصود وقد تستغرق العملية وقتا طويلا وتكون شاقة و لكن عندما تستكمل المعلومات الدقيقة يكون التنفيذ، فمن المستهدفين في العملية الإسرائيلية الأخيرة (جنرال إيراني كبير) ولكنه كان قد عرف محيطه الاجتماعي بأنه تاجر ألعاب أطفال ويعيش حياته العادية بهذا التقمص التنكري، ولكن أخيرا وقع ضحية مع من معه نتيجة للقصف الإسرائيلي أول أمس في المزة”.

وختم بالقول: “يصف حزب الله وغيره من ميليشيات بأن ما تقوم به إسرائيل هو عمليات اغتيال، ولكن لا ينطبق المصطلح عليها بل هي عمليات تصفية بغزارة نارية عن طريق الطائرات والصواريخ والأسلحة الحديثة الذكية التي تمتلكها إسرائيل، ومعروفة الجهة المنفذة وغير مستترة، و لكن يصفون العملية بالاغتيال للتحلل من الرد المباشر على الجهة المنفذة و تضييع دماء من قُتل”.

وتأتي هذه التطورات في سياق التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران وحلفائها في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل لمنع ترسيخ الوجود الإيراني في سوريا، ومع استمرار هذه الهجمات، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى تأثيرها على الوضع الأمني في العاصمة السورية وعلى العلاقات الإقليمية بشكل عام.

مقالات ذات صلة