نعت وسائل الإعلام الإيرانية المستشار في الحرس الثوري “مجيد ديواني” الذي توفي متأثراً بجراحه بعد ثلاثة أيام من الغارة الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة دمشق. وكان “ديواني” موجوداً بدمشق في إطار مهمة استشارية لصالح الحرس الثوري الإيراني.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قد شنت قبل أيام غارة جوية على منطقة المزة غربي دمشق، وهي منطقة معروفة بوجود منشآت أمنية حساسة للنظام السوري والميليشيات المتحالفة معه.
ورغم إعلان وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”، أن الهجوم استهدف مناطق مدنية وأدى إلى مقتل عدد من المدنيين، فقد أشار الإعلام الإيراني إلى مقتل “مجيد ديواني” ضمن الهجوم، مما يعزز الشكوك حول وجود أهداف عسكرية إيرانية ضمن نطاق الضربة.
وأسفرت الغارة الإسرائيلية عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم الإعلامية السورية “صفاء أحمد”، وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، إضافة إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في المنطقة.
ورجحت مصادر محلية، أن قسم من تلك الأضرار نجم عن التصدي الفاشل لمنظومة الدفاع الجوي التابعة للنظام السوري، التي أطلقت صواريخ لاعتراض الهجوم الإسرائيلي، ما تسبب بزيادة حجم الدمار والخسائر البشرية.
من جانبه، صرح مصدر عسكري تابع للنظام السوري، عبر وكالة “سانا”، أن الهجوم الإسرائيلي بدأ عند الساعة 2:05 فجر الثلاثاء من اتجاه الجولان المحتل، باستخدام الطائرات الحربية والطائرات المسيرة.
وأضاف المصدر أن الدفاعات الجوية تصدت لمعظم الصواريخ الإسرائيلية وأسقطتها، زاعماً أن القتلى جميعهم من المدنيين فقط، في محاولة لتخفيف حدة الانتقادات حول العجز في مواجهة الضربات الإسرائيلية المتكررة.
يأتي هذا الهجوم في إطار سلسلة طويلة من الضربات التي تنفذها إسرائيل ضد مواقع الميليشيات الإيرانية في سوريا، في إطار محاولاتها المستمرة لإضعاف النفوذ الإيراني على الأراضي السورية ومنع تهريب الأسلحة إلى حزب الله في لبنان.
وجاءت هذه الغارات الإسرائيلية في وقت يتصاعد فيه التوتر بين إسرائيل وإيران في المنطقة، وسط حالة من الاستياء الشعبي في سوريا نتيجة تزايد الخسائر بين المدنيين جراء هذه الصراعات.
ومن المرجح أن تستمر إسرائيل في تنفيذ ضرباتها الجوية ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في البلاد ويفاقم معاناة الشعب السوري الذي بات يجد نفسه وسط صراع القوى الإقليمية.