البحث بين القمامة.. وسيلة العيش الوحيدة لأسر نازحة في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

على تلة كبيرة من القمامة شرق قاح، تبحث “أم محمد” وأولادها الأربعة بين النفايات، حيث يجمعون كل ما يمكن إعادة تدويره وبيعه لتجار “الخردة” في المنطقة، وذلك لتأمين مصروف عائلتهم في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة.

أصبحت ظاهرة البحث بين القمامة منتشرة بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة، خاصة في مناطق المخيمات، التي يعيش فيها معظم النازحين في ظروف قاسية جداً.

“أم أحمد”، سيدة في الأربعينيات من عمرها، أرملة وأم لخمسة أطفال، تقيم في مخيم قريب من بلدة قاح الحدودية مع تركيا بعد نزوحها من ريف معرة النعمان الجنوبي قبل خمس سنوات تقريباً.

فقدت “أم أحمد” زوجها خلال الحملة العسكرية على منطقتها، وأصبحت المعيلة الوحيدة لأولادها، تقول: “لقد أمضيت أياماً مريرة في بداية النزوح، حيث فقدت زوجي وأرضنا الزراعية التي كانت مصدر رزقنا قبل النزوح.”

منذ ثلاثة أعوام تقريباً، بدأت “أم أحمد” تتردد مع أولادها إلى مكب قمامة قريب من مكان إقامتها، تحمل كيساً فارغاً، وتجمع كل ما يمكن بيعه، مثل الأواني البلاستيكية والمعدنية والزجاجية، إضافة إلى أكياس النايلون وقطع الكرتون.

تخرج “أم أحمد” مع بزوغ الفجر ولا تعود إلى خيمتها حتى تملأ الكيس، تقوم بعملية فرز لما جمعته، حيث يباع كل نوع بسعر معين، بينما تستخدم النايلون والكرتون في موقد الطبخ أو للتدفئة خلال الشتاء.

يعتبر العمل في البحث بين القمامة من الأعمال الخطيرة، بسبب وجود كميات كبيرة من الزجاج المكسور، تشير “أم أحمد” إلى أنها تتعرض للجروح يومياً رغم الحذر، إضافة إلى الجروح السطحية، يعاني أحد أبنائها من ضيق التنفس ومرض الربو المزمن بسبب الروائح الكريهة والدخان المنبعث من القمامة، ما يضطره إلى تناول الأدوية بشكل مستمر.

تشعر “أم أحمد” بحرج وخجل شديدين خلال وقوفها في تلة القمامة والبحث فيها، إلا أنها تجد في هذا العمل الوسيلة الوحيدة لتأمين قوت أولادها في ظل انتشار البطالة وقلة فرص العمل.

مقالات ذات صلة