تفيد الأخبار الآتية من مخيم الهول شرق الحسكة عن تأجيل إدارة المخيم إخراج دفعة من النازحين السوريين إلى مناطق دير الزور، والتي كان من المقرر أن تغادر المخيم الأسبوع الماضي.
يأتي هذا القرار وسط التحديات المستمرة التي تواجه السكان النازحين شرق سوريا، إضافة إلى استمرار خروج دفعات من العائلات العراقية المتواجدة في المخيم.
وأكد مصدر خاص من أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY 24 المعلومات التي تفيد بتأجيل إخراج دفعة عائلات سورية جديدة من المخيم، سواء إلى مناطق شرق الفرات أو مناطق غرب الفرات.
وأوضح المصدر الخاص أن الوضع يختلف بين النازحين من شرق وغرب نهر الفرات، إذ بالنسبة للعائلات القادمة من المنطقة الشرقية، والتي تُعرف محليًا باسم “الجزيرة”، تبقى 10 عائلات فقط في المخيم.
وأشار إلى أنه من بين هذه العائلات تم تسجيل خمس عائلات للمغادرة، لكنهن قررن لاحقًا البقاء في المخيم بسبب بعض الظروف، حسب تعبيره.
أما بالنسبة للعائلات القادمة من غرب الفرات، فقد واجهت عملية إخراجهم عقبات أكبر، حيث تم تسجيل 40 عائلة للمغادرة، لكن 10 منها سحبت تسجيلها لاحقًا.
وذكر أن السبب الرئيسي وراء هذه العرقلة هو عدم وجود وثائق ثبوتية كافية لهذه العائلات، مما يعقد عملية عودتهم إلى مناطقهم الأصلية.
ومما زاد من تعقيد الوضع، أن بعض العائلات التي غادرت المخيم في الدفعات السابقة تواجه الكثير من التحديات الاقتصادية والمعيشية والقانونية.
في سياق متصل، أفاد المصدر أن هناك رحلة مقررة للعائلات العراقية في قادمات الأيام، حيث من المتوقع أن تغادر 185 عائلة تضم 704 شخصًا.
وتجدر الإشارة إلى أن اللجان العراقية تقوم بتسجيل دفعة كبيرة من العائلات للعودة إلى العراق كل شهر، مما يشير إلى استمرار جهود إعادة اللاجئين العراقيين إلى بلادهم.
ورغم هذه الجهود، لا يزال المخيم يضم مئات العائلات السورية، غالبيتها من غرب الفرات، بالإضافة إلى عدد أقل من العائلات من شرق الفرات، حسب المصدر ذاته.
ولفت المصدر إلى أن وسطاء النظام السوري أبلغوا بعض هذه العائلات التي تريد الخروج من المخيم بأنه لا يمكنهم العودة إلى مناطق سيطرة قوات النظام، مما يضعهم في وضع صعب ويحد من خياراتهم المستقبلية.
ويسلط هذا الوضع المعقد الضوء على التحديات المستمرة التي تواجه عملية إعادة توطين النازحين في سوريا، فمع استمرار الأزمة الإنسانية، تبرز الحاجة إلى حلول مستدامة تأخذ في الاعتبار الظروف الاقتصادية والأمنية المعقدة، وتضمن توفير الدعم الكافي للعائلات العائدة لإعادة بناء حياتهم خارج المخيم.
ووسط كل ذلك، يبقى مصير آلاف النازحين في مخيم الهول غير واضح، مع استمرار التحديات اللوجستية والإنسانية التي تعيق عملية عودتهم، وخاصة في ظل مماطلة بعض الدول الأوروبية في استعادة مواطنيها الأصليين من المخيم.
ونهاية تموز/يوليو الماضي، غادرت دفعة جديدة من العائلات السورية مخيم الهول تضم 82 عائلة بإجمالي 346 فردًا، معظمهم من النساء والأطفال.
وفي أيار/مايو الماضي، خرجت دفعة عائلات سورية من مخيم الهول عددها 69 عائلة، تاركين خلفهم سنوات من المعاناة والنزوح.
يذكر أنه قبل أيام، شهد ريف دير الزور الشرقي، حدثًا هامًا تمثل في افتتاح مركز الرعاية الاجتماعية، وذلك استجابة لمطالب الأهالي وتلبية للاحتياجات المجتمعية للعائدات من مخيم الهول إلى المنطقة.
وقامت هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين في دير الزور بافتتاح المركز بحضور ممثلين عن مجلس المنطقة الشرقية والمجالس والمؤسسات التابعة له، بحسب ما أعلن المجلس التنفيذي لدير الزور والتابع للإدارة الذاتية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المركز يعد الثاني من نوعه في شرق سوريا، حيث سبقه افتتاح مركز مماثل في مدينة الرقة في 29 كانون الثاني/يناير 2024.
وقد تم إنشاء المركز الأول بالتعاون مع برنامج الخدمات الأساسية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وكان يهدف أيضًا إلى دعم العائلات العائدة من مخيم الهول.