شهدت الليلة الماضية سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع استراتيجية في محافظتي حماة وحمص، حيث تركز القصف على مقرات عسكرية ومستودعات أسلحة بالقرب من قلعة “شميميس” شمال غرب مدينة سلمية بريف حماة الشرقي.
وتأتي هذه الغارات في إطار التصعيد المستمر بين إسرائيل والقوات الإيرانية المتواجدة في سوريا، ما يعكس استمرار هذا الصراع على الأراضي السورية.
وبحسب مصادر مطلعة، فقد تركزت الغارات على مستودعات “الكريم”، التي تحتوي على ذخائر هامة مثل قذائف دبابات ومدفعية وصواريخ، ما أدى إلى انفجارات هائلة في هذه المواقع.
وأظهرت صور متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لقلعة شميميس وجبل عين الزرقا، حيث كانت المستودعات تحترق بعد استهدافها.
وتأتي هذه الغارات في سياق محاولة إسرائيل تقويض النفوذ الإيراني داخل سوريا، حيث تعتبر المستودعات المستهدفة جزءاً من شبكة إمداد الأسلحة التي تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران.
كما أفادت إذاعة محلية بأن صاروخاً إسرائيلياً سقط بالقرب من مفرق طريق حمص-سلمية في المنطقة الشرقية من محافظة حمص، ما تسبب في وقوع انفجار ضخم سُمِعَ دويه في محيط المنطقة، واستمر الحريق الناجم عن الانفجار لعدة ساعات، وسط قلق أهالي المنطقة من استمرار التصعيد العسكري الذي بات مشهداً متكرراً في حياتهم اليومية.
وأشار شهود عيان إلى أن الانفجارات التي سُمعت في حمص كانت نتيجة انفجار الذخيرة المخزنة في المواقع المستهدفة.
وقبل هذه الغارات بساعات، شهدت المدينة الصناعية في “حسياء” بريف حمص استهدافاً مماثلاً من قبل الطائرات الإسرائيلية، حيث استهدفت الغارات مصنعاً إيرانياً ومواقع لتخزين الأسلحة والذخيرة، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذه الضربات كانت تستهدف مواقع إيرانية تستخدمها الميليشيات الحليفة لطهران.
وأظهرت الصور المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي سيارات مستهدفة، من بينها سيارة تحمل لوحات عراقية، ما أثار التكهنات حول مشاركة ميليشيات عراقية في هذه المواقع.
وذكرت مصادر أن من بين الأهداف التي طالها القصف مقرات تتبع لميليشيا “الحشد الشعبي”، حيث كانت سياراتهم متوقفة في الكراج الخارجي لمصنع السيارات بحسياء، ما يسلط الضوء على تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة واستهدافه المستمر من قبل القوات الإسرائيلية.
وتعد هذه الغارات جزء من استراتيجية إسرائيل التي تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، ورغم الاستهداف المتكرر لمواقع عسكرية وأمنية، تواصل إيران تعزيز وجودها في الأراضي السورية عبر الميليشيات التابعة لها.