شهدت مدينة الطبقة في ريف الرقة حدثاً فريداً يجسد جهود إعادة الدمج المجتمعي للعائدات من مخيم الهول شرق سوريا، حيث أقامت منظمة “معاً لأجل الجرنية” معرضاً لعرض منتجات يدوية لسيدات عائدات من المخيم، وذلك في أعقاب دورة مهنية خضعن لها تحت إشراف المنظمة.
وفي التفاصيل، استضافت كافيتريا “فيولا” في الحي الثاني بالطبقة هذا المعرض الذي امتد ليومين، حيث تنوعت المعروضات بين المونة الشتوية والمنسوجات والمنظفات والأعمال اليدوية والشمع وخبز الصاج، ما يعكس المهارات المتعددة التي اكتسبتها السيدات خلال تدريبهن.
وأوضح القائمون على هذه المبادرة أن المعرض جاء كختام لحملة “مهنتي” التي استمرت لشهرين، مضيفين أن الحملة لم تقتصر على التدريب المهني فحسب، بل شملت أيضاً جلسات للدعم النفسي.
وأكدوا على أن الهدف الرئيسي كان تسهيل عملية دمج العائدات في المجتمع المحلي والترويج لمنتجاتهن، حسب تعبيرهم.
وفي إطار استكمال جهود الدمج، كشف القائمون على هذه المبادرة عن خطط المنظمة لعقد جلسات حوارية تجمع بين السيدات العائدات وممثلين عن المؤسسات الرسمية، بهدف تسليط الضوء على احتياجات العوائل العائدة وبحث سبل تلبيتها.
ويأتي هذا المعرض ضمن سياق أوسع لحملة “مهنتي” التي أطلقتها منظمة “معاً لأجل الجرنية” بالتعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدني العاملة في شمال شرق سوريا.
وتشمل هذه الحملة مبادرات متنوعة تهدف إلى تمكين العائدات اقتصادياً واجتماعياً، من خلال دعم مشاريعهن الصغيرة في مجالات المؤونة والمنظفات والخياطة والأعمال اليدوية.
وحول ذلك، قالت الناشط في مجال المناصرة والمهتم بملف المنطقة الشرقية، يوسف الشامي لمنصة SY24: “إن نجاح هذا المعرض يسلط الضوء على أهمية مثل هذه المبادرات في إعادة بناء النسيج الاجتماعي وتعزيز فرص الاندماج للعائدين من المخيمات، كما يبرز دور منظمات المجتمع المدني في دعم جهود إعادة الإعمار والتأهيل في المناطق المتأثرة بالنزاع في سوريا”.
وأضاف أن: “المنظمات تهدف إلى عرض منتجات العائدات من مخيم الهول بعد تدريبهن في دورات تدريبية مهنية، وذلك بهدف إيصال الرسائل للمجتمع بأن العائدات إلى الحياة من جديد قادرات على الإبداع والاعتماد على أنفسهن في المستقبل، وذلك لكسر أي صورة نمطية أو أي فكرة قد تكون بأنهن عالة على المجتمع أو أن وجودهن سيزيد من الأعباء والمشاكل”.
وقبل أيام، اختتمت منظمة الغيث للتنمية مؤخراً حملة “حكايا” في مدينة الطبقة بريف الرقة شرق سوريا، والتي هدفت إلى تحقيق نقلة نوعية في مجال التماسك المجتمعي ودمج النساء العائدات من مخيم الهول في نسيج المجتمع المحلي.
وقد استندت الحملة بشكل أساسي على الموروث الثقافي الغني للمنطقة كوسيلة فعالة لتحقيق أهدافها السامية، حسب القائمين عليها.
الجدير ذكره، أنه قبل أيام، بدأ مركز الرعاية الاجتماعية التابع لهيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين في مدينة الرقة، المرحلة الثالثة من برنامج تقييم النساء العائدات من مخيم الهول.