شهدت مدينة جنديرس في شمال غربي سوريا آثارًا مدمرة نتيجة الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط 2023، مما ألحق أضرارًا جسيمة بالعديد من المرافق التعليمية والبنى التحتية.
ومن بين هذه المرافق كانت مدرسة “خالد بن الوليد” التي تعرضت لأضرار كبيرة أثرت على سلامتها الهيكلية وأدت إلى توقف التعليم فيها حفاظاً على سلامة الطلاب، هذا التوقف ترك أثراً سلبياً كبيراً على المسيرة التعليمية للطلاب ومستقبلهم، ما دفع الجهات المعنية إلى البحث عن حلول عاجلة.
وفي هذا السياق، أطلق برنامج تعزيز المرونة المجتمعية التابع لمؤسسة الدفاع المدني السوري، بدعم من مؤسسة (ITS) الكورية، مشروعاً لإعادة بناء المدرسة بالتنسيق مع المجلس المحلي في المدينة ومديرية التربية والتعليم، تم تصميم المدرسة لتكون مقاومة للزلازل، وتوفر بيئة تعليمية آمنة ومستدامة للطلاب.
تقع مدرسة “خالد بن الوليد” في مدينة جنديرس، بمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي. بدأ العمل على إعادة البناء في تشرين الثاني 2023 بإشراف فريق هندسي من مكتب المشاريع الخدمية في الدفاع المدني السوري، وتم الانتهاء منه في 1 تشرين الأول 2024.
ساهم المشروع في عودة نحو 4 آلاف طالب إلى مقاعد الدراسة، مما أسهم في الحد من مخاطر التسرب المدرسي المنتشرة في المنطقة، كما ساعد في تقليص ظاهرة عمالة الأطفال التي زادت بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في شمال غربي سوريا، ويعد إعادة فتح المدرسة خطوة حاسمة في استعادة العملية التعليمية وضمان مستقبل أفضل للأطفال في هذه المنطقة.
وذكر الدفاع المدني السوري أنه تم تصميم المدرسة لتتألف من أربعة طوابق، بما في ذلك القبو، الأرضي، الأول والثاني، وبلغت المساحة الإجمالية للبناء 6352 متر مربع، متضمنةً 112 غرفة متعددة الوظائف، تضمنت هذه الغرف 51 صفاً دراسياً، غرف حاسوب، مخابر للعلوم، غرف إدارية، مكتبتين، وغرف مخصصة للمدرسين، كما اشتمل المبنى على مساحات خضراء وملعب لتوفير بيئة شاملة للطلاب.
يمثل مشروع إعادة بناء مدرسة “خالد بن الوليد” في جنديرس خطوة نوعية نحو تعزيز التعليم في شمال غربي سوريا، حيث يؤمن الدفاع المدني السوري بأن التعليم هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات وتطويرها.
من خلال هذا المشروع، تم تعزيز الاستقرار المجتمعي والحد من مخاطر التسرب المدرسي، ما يساهم في بناء مستقبل مشرق لأجيال جديدة، ويظل التزام المؤسسة قائماً بمواصلة العمل على إحداث تغيير إيجابي مستدام، مع احترام الأعراف والتقاليد المحلية وضمان صون كرامة المستفيدين.