شهد مخيم الهول بريف الحسكة شرق سوريا، اليوم الأربعاء، حدثًا بارزًا تمثل في مغادرة 179 عائلة عراقية، يتألف عدد أفرادها من 750 شخصاً، وذلك ضمن إطار التنسيق المستمر بين الحكومة العراقية والإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا.
وأكد مصدر خاص من أبناء المنطقة الشرقية (دير الزور) لمنصة SY24، صحة الأخبار التي تفيد بإخراج دفعة جديدة من العائلات العراقية (179 عائلة مؤلفة من 750 شخصاً) إلى العراق.
وتعد هذه الدفعة الثامنة عشرة منذ بدء عمليات الإعادة، والرابعة منذ مطلع العام الجاري 2024، مما يشير إلى استمرار الجهود الرامية لإعادة النازحين العراقيين إلى وطنهم.
وفي تصريح سابق، أكد وزير الهجرة والمهجّرين العراقي كريم النوري أن عودة العراقيين من مخيم الهول تخضع لضوابط أمنية صارمة، حيث أشار إلى أن “الأفراد الذين لديهم ملفات أمنية ويدهم ملطخة بالدماء لا يمكنهم العودة إلى العراق”.
وكشف النوري عن وجود نحو 54 ألف شخص في المخيم، من بينهم 20 ألف عراقي، مؤكدًا عودة أربعة آلاف عراقي حتى الآن، حسب مصادر متطابقة.
وأرجع مصدر حكومي هذا القرار إلى التوتر المتصاعد في المنطقة نتيجة التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، مما يسلط الضوء على تأثير الأوضاع الإقليمية على قضايا النازحين.
وكان من المقرر أن تغادر 185 عائلة تضم 704 أشخاص في الأيام القادمة، وفقًا لما أفاد به مصدر لمنصة SY24 يوم الإثنين الماضي، إلا أن هذه الخطط قد تشهد تغييرات في ضوء المستجدات الأخيرة.
وفي تطور متصل، توفي لاجئ عراقي يدعى أبو عمر العاني (55 عامًا) في مركز الاستقبال بالفيز الأول بمخيم الهول، ليلة الثلاثاء، إثر أزمة قلبية مفاجئة، حسب مراسل منصة SY24 في المنطقة.
ونُقل عن العاني قوله قبيل وفاته إنه كان يحلم بأن “يبيت ليلة واحدة داخل العراق ثم يتوفى هناك”، في حين قررت أسرة العاني دفنه في مخيم الهول، صباح اليوم الأربعاء، قبل موعد انطلاق الرحلة المقررة للعائدين.
وتسلط هذه الأحداث الضوء على التحديات المعقدة التي تواجه عملية إعادة النازحين العراقيين، والتي تتراوح بين الاعتبارات الأمنية والظروف الإنسانية والتطورات السياسية في المنطقة.
وتبقى قضية النازحين في مخيم الهول محور اهتمام إقليمي ودولي، مع استمرار الجهود لإيجاد حلول مستدامة لهذه الأزمة الإنسانية المعقدة.