في مبادرة هادفة لرفع الوعي حول تأثير التكنولوجيا الحديثة على المجتمع، نظّم مكتب وقف المرأة في الحسكة محاضرتين توعويتين استهدفت نساء مخيم الهول.
واستهدفت الفعالية 11 مستفيدة، حيث ركزت المحاضرات على الآثار العميقة لوسائل التواصل الاجتماعي على حياة المرأة وعلاقاتها الاجتماعية.
وركزت الفعالية على أن منصات مثل واتساب وفيسبوك ويوتيوب قد “غزت عقول وقلوب العالم”، مما أدى إلى تغييرات جذرية في أنماط التفكير والتواصل.
وأكدت على أن الاستخدام المفرط لهذه المنصات قد يؤدي إلى عزل المرأة عن محيطها الاجتماعي المباشر، بما في ذلك زوجها وأطفالها ومنزلها، كما قد يؤثر على أسلوبها في الحياة والتعامل مع الآخرين.
وحذّر المنظمون لهذه المحاضرة من أن هذه التقنيات قد تكون بمثابة “حرب خاصة” تهدف إلى تفكيك نسيج المجتمع والأسرة.
ومع ذلك، لم تغفل المحاضرة عن الجانب الإيجابي لهذه التقنيات، حيث أشارت إلى أنها قد توفر “مساحة صديقة” للمرأة، مما يتيح لها فرصًا جديدة للتعبير والتواصل.
في ختام المحاضرات، شدد القائمون عليها على أهمية الوعي الذاتي والمسؤولية الشخصية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ودعت النساء إلى “البدء من أنفسهن” في عملية التوعية والاستخدام الرشيد لهذه التقنيات.
وفي هذا الصدد، أكدت الناشطة الإنسانية وفي مجال المناصرة، مايا عصملي لمنصة SY24: “على أن هذه المبادرة تعد خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، حيث تسعى إلى معالجة قضية بالغة الأهمية، ألا وهي تأثير التكنولوجيا الحديثة على حياة النساء، وخاصة في بيئة معقدة مثل مخيم الهول”.
وأضافت: “هذه المبادرة تمثل نموذجاً يحتذى به في مجال التوعية الرقمية، وتفتح الباب أمام المزيد من الجهود المشابهة لتمكين المرأة في مختلف المجتمعات”.
ولفتت إلى أن: “النساء في مخيم الهول تعاني من العديد من التحديات، بما في ذلك العزلة الاجتماعية والافتقار إلى الفرص. يمكن أن تساعد هذه المبادرة في تمكين النساء وتزويدهن بالأدوات اللازمة للمشاركة في المجتمع والتعبير عن أنفسهن”.
وتأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المستمرة لتمكين المرأة في المجتمعات المحلية، وخاصة في مخيم الهول، حيث تواجه النساء تحديات عدة مجتمعية وإنسانية ومعيشية.
وتهدف هذه المحاضرات إلى تزويد النساء بالأدوات اللازمة للتعامل بوعي مع التحديات التكنولوجية المعاصرة، مع الحفاظ على التوازن بين الاستفادة من هذه التقنيات والحفاظ على الروابط الاجتماعية التقليدية