تشهد المناطق الشرقية من سوريا، وخاصة مدينة الرقة، أزمة صحية متفاقمة تتمثل في النقص الحاد للأدوية اللازمة لعلاج مرضى سرطان الثدي.
ودفع هذا الوضع بهيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية شرق سوريا، إلى إطلاق نداء استغاثة للمنظمات الصحية الدولية، مطالبة إياها بتقديم الدعم العاجل للمصابات بهذا المرض.
وأكدت هيئة الصحة على أن غياب الأدوية في المنطقة يحرم النساء من تلقي العلاج في المراحل المبكرة من المرض، مما يشكل تهديداً مباشراً لحياتهن، مشيرة إلى عدم توفر إحصائيات دقيقة حول عدد المصابات بسرطان الثدي في المنطقة.
ويعزى انتشار المرض في شرق سوريا، وفقاً للهيئة، إلى عدة أسباب، أبرزها قلة الوعي الصحي بين السكان وعدم توجه النساء إلى مراكز الكشف المبكر، الأمر الذي يسلط الضوء على أهمية حملات التوعية والتثقيف الصحي في المنطقة.
وفي سياق متصل، وبمناسبة “الشهر الوردي”، أطلقت عدة منظمات مدنية في مدينة القامشلي حملة جديدة للتوعية بسرطان الثدي تحت شعار “أنت الحب أنت الأمان”.
وتأتي هذه المبادرة بالتعاون بين عدة جهات، منها فريق ArtistTeam للفنون والثقافة والطفل وشبكة قائدات السلام ومنظمة دوز ومركز دعم الاستقرار ومركز أشتي ومنظمة GAV ومنظمة دار للسلام والازدهار.
وتتزامن هذه الحملة مع الاحتفال العالمي بالشهر الوردي، تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي وتعزيز التثقيف الصحي بين النساء.
وأكدت الناشطة الإنسانية وفي مجال المناصرة ماسا عصملي لمنصة SY24، على أن هذه المبادرات تعتبر فرصة حيوية لتسليط الضوء على أهمية الفحص المبكر، الذي يمكن أن ينقذ الأرواح ويزيد من فرص الشفاء بشكل كبير، حسب تعبيرها.
وأشارت إلى أهمية تضافر الجهود المحلية والدولية لتوفير الدعم اللازم لمصابات سرطان الثدي في شرق سوريا، حيث يتطلب الأمر استجابة سريعة من المنظمات الصحية الدولية لتأمين الأدوية الضرورية وتعزيز القدرات الطبية في المنطقة، كما أن هناك حاجة ماسة لتكثيف حملات التوعية والكشف المبكر لضمان تشخيص الحالات في مراحلها الأولى، مما يزيد من فرص العلاج الناجح، حسب كلامها.
ولفتت إلى أن الأمل يبقى معقوداً على استجابة المجتمع الدولي لهذه المناشدات الإنسانية، وعلى استمرار الجهود المحلية في رفع مستوى الوعي والتثقيف الصحي، معتبرة أنه من خلال العمل المشترك والدعم المتواصل، يمكن تحسين فرص الحياة والشفاء للنساء المصابات بسرطان الثدي في شرق سوريا أو غيرها من المحافظات الأخرى، وتخفيف المعاناة عن هذه الفئة الضعيفة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، بحسب وجهة نظرها.
وبحسب تقارير منصة SY24، فإن المرضى في سوريا بشكل عام يدفعون اليوم ضريبة التراجع الكبير في المنظومة الصحية، في حين يعاني مرضى السرطان الأمرين في الحصول على العلاج إلى جانب خصوصية حالتهم الصحية، حيث تبقى النساء من الفئات الأكثر تهميشاً، والأقل حظاً في ظل استمرار عدم وجود أي حلول تنهي مأساة السوريين وفي ظل الأزمة الصحية التي تشهدها البلاد.