تصعيد القصف شمال سوريا يمنع المدنيين من تأمين مستلزمات العيش

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص-SY24

تشهد المناطق الشمالية من سوريا تصعيداً ملحوظاً في العمليات العسكرية منذ الأيام القليلة الماضية، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني الهش أصلاً في المنطقة.

ووفقاً لتقارير الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، فإن قوات النظام السوري قد كثفت من هجماتها على المناطق المأهولة بالسكان، مستهدفة بشكل خاص القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس.

ففي يوم السبت، تعرضت قرية مجدليا وأطرافها في ريف إدلب الجنوبي لقصف مدفعي من قبل قوات النظام.

وعلى الرغم من عدم وقوع إصابات بشرية، إلا أن هذا الهجوم يأتي ضمن نمط متصاعد من القصف الممنهج الذي يستهدف المدنيين في شمال غرب سوريا.

ويبدو أن الهدف من هذه الهجمات هو بث الرعب في قلوب السكان ومنعهم من الاستقرار وتأمين سبل العيش الأساسية، حسب فريق الدفاع المدني السوري.

وفي حادثة منفصلة في نفس اليوم، أصيب فتى يبلغ من العمر 15 عاماً بجروح في ظهره جراء قصف صاروخي استهدف مزارع قرية البلدق بريف جرابلس شرقي حلب.

وقد وقع هذا الهجوم أثناء عمل الفتى في مزرعة عائلته، مما يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها المدنيون في محاولاتهم لكسب لقمة العيش في ظل هذه الظروف الصعبة.

وإلى جانب التهديدات العسكرية المباشرة، يواجه سكان المنطقة تحديات إضافية تتمثل في الحرائق والحوادث.

ففي قرية الحمامة بريف إدلب الغربي، عملت فرق الدفاع المدني لمدة ثلاث ساعات متواصلة لإخماد حريق اندلع في إحدى الأحراش، وخلال عملية الإطفاء، تعرض أحد المتطوعين  لإصابات إثر سقوطه رغم اتخاذه لإجراءات السلامة اللازمة.

كما شهدت مدينة جسر الشغور غربي إدلب حريقاً في السوق التجاري، حيث اندلعت النيران في محل يحتوي على مواد بلاستيكية، مما أدى إلى امتداد الحريق ليصل إلى سيارة مدنية مجاورة، ما أسفر عن أضرار مادية.

وفي سياق متصل، استجابت فرق الدفاع المدني لحريقين إضافيين في مناطق مختلفة، الأول في محل لبيع الخضراوات والمواد الغذائية في قرية قطمة بريف عفرين، والثاني في أرض زراعية محصودة على طريق قرية ترحين – قبة الشيخ في ريف حلب الشرقي.

وقد تمكنت الفرق من السيطرة على الحريقين وتبريد المواقع، مع اقتصار الأضرار على الخسائر المادية.

وفي هذا الجانب، قال الناشط السياسي محمد الشيخ أحد المهجرين إلى الشمال السوري لمنصة SY24: “إن هذه الحوادث المتتالية تسلط الضوء على الوضع الهش الذي يعيشه المدنيون في شمال سوريا، حيث يواجهون تهديدات متعددة تتراوح بين القصف العسكري والحوادث اليومية”.

وأضاف: “في ظل هذه الظروف تبرز الحاجة الملحة إلى تدخل دولي فعال لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستمر إلى المناطق المتضررة من انتهاكات النظام السوري وحلفائه”.

ولفت الانتباه إلى أن استمرار هذه الانتهاكات من النظام السوري تنعكس بشكل سلبي على حياة المدنيين الذين يبحثون أصلاً عن الاستقرار، في حين أن النظام وداعميه يرغبون في استمرار زعزعة الأمن والأمان في المنطقة عن طريق القصف المتكرر الذي يستهدف البشر والحجر، وفق تعبيره.

ووسط كل ذلك، يؤكد الدفاع المدني السوري على أن استمرار جرائم النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم في سوريا يزيد من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السوريون بعد أكثر من 13 عاماً من الانتهاكات بحقهم، ويهدد حياتهم ويدفعهم للنزوح ويمنعهم من العيش في الكثير من المناطق شمال سوريا.

مقالات ذات صلة