تسببت الإشاعات المتداولة بين المدنيين حول اقتراب موعد معركة طاحنة في ريفي إدلب وحلب في دفع العديد من المزارعين في جبل الزاوية إلى قطاف موسم الزيتون قبل نضوجه بشكل جيد، خوفًا من القصف والنزوح أثناء المعركة المرتقبة.
حسب ما أفاد مراسل منصة SY24، الجمعة الماضية، استهدفت طائرة انتحارية مسيرة تابعة لقوات النظام ورش العمل لقطاف الزيتون بمحيط قرية مجدليا المتاخمة لخطوط التماس جنوبي إدلب.
قصص مزارعين.. قرارات صعبة تحت الضغط:
“أبو عمر” 51 عامًا، أب لسبعة أولاد، يقيم في مدينة أريحا، ويملك نحو 40 دونماً من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون بالقرب من قرية معربليت جنوب إدلب، والمتاخمة لخطوط التماس مع قوات النظام.
أقبل “أبو عمر” على قطاف موسمه قبل نضوجه الجيد بسبب الإشاعات المتداولة حول افتتاح معركة حاسمة بين الفصائل المعارضة وقوات النظام على خطوط الجبهات في ريفي حلب وإدلب.
قام المزارع بتوظيف ورشتين من العمال لقطف الزيتون، ويقول: “بذلت كل جهدي حتى أنتهي من قطاف موسمي بأسرع وقت، فالوضع الأمني يزداد سوءًا يومًا بعد يوم”.
بدأ “أبو عمر” بقطاف موسم الزيتون على غير العادة في أواخر شهر أيلول الماضي، ويشير إلى أن الزيتون ينضج بعد هطول المطر عليه عدة مرات، وعادةً ما يبدأ قطافه في أواخر تشرين الأول.
في كل عام، تتعرض ورش عمال الزيتون العاملة بالقرب من خطوط التماس جنوبي وشرقي إدلب للقصف بعدة طرق، مما يؤدي إلى خسائر بشرية واقتلاع عدد من الأشجار الموجودة في مكان الاستهداف.
“أم حسين” سيدة أربعينية، أرملة وأم لخمسة أطفال، تعمل في ورشة لقطاف الزيتون في قرى جبل الزاوية المتاخمة لخط التماس من الجهة الجنوبية لمحافظة إدلب.
تقول: “أعمل طيلة فترة الموسم في قطاف الزيتون برفقة ابني البكر، لأعيل عائلتي بعد أن فقدت زوجي قبل عدة سنوات”.
في حالة من الرعب والترقب، تمضي “أم حسين” وزميلاتها ساعات عملهن الطويلة، وتقول: “التوتر والخوف يتعباني أكثر من العمل ذاته، وخاصة أن قوات النظام استهدفت ورش العمال عدة مرات”.
خسائر بشرية ومادية خلال موسم الزيتون:
والجدير بالذكر أن قوات النظام ارتكبت العام الماضي مجزرة مروعة راح ضحيتها 11 مدنيًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إثر استهدافها ورش عمال قطاف الزيتون في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.