بادية دير الزور.. العمال يواجهون مخاطر حراقات النفط

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تشهد بادية دير الزور شرق سوريا أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة انتشار ظاهرة حراقات النفط البدائية، والتي أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على حياة العاملين فيها والسكان المحليين. وسلّطت حادثة مأساوية وقعت مؤخراً، حسب وصف الأهالي، الضوء على هذه المشكلة المتنامية.

مأساة مستمرة، مصدر رزق محفوف بالمخاطر

وفي التفاصيل، لقي ثلاثة أشخاص حتفهم وأصيب ثلاثة آخرون بحالات اختناق شديدة نتيجة استنشاقهم لغازات سامة أثناء عملهم في إحدى حراقات النفط البدائية في قرية أبو النيتل بريف دير الزور الشمالي.

واعتبر سكان المنطقة أن هذه الحادثة هي بمثابة جرس إنذار لخطورة هذه الممارسات على صحة وسلامة العاملين، وفق تعبيرهم.

وأوضحت مصادر متطابقة أن هذه الحراقات النفطية البدائية، رغم مخاطرها الصحية الكبيرة، تعتبر مصدر رزق أساسي لعدد كبير من سكان المنطقة.

ويعزى ذلك إلى حالة الفقر العامة التي تعاني منها المناطق شرق سوريا، بالرغم من غنى المنطقة بالثروات الباطنية والزراعية، حسب مراقبين.

وتكمن الخطورة الرئيسية في هذه الحراقات في انبعاث غاز كبريتيد الهيدروجين الناتج عن عمليات تكرير وفرز النفط بطرق بدائية وغير آمنة، ما يتسبب في حالات اختناق شديدة قد تؤدي إلى الوفاة، كما حدث في الحادثة الأخيرة.

حوادث تكرير النفط في الشمال السوري: أرقام مخيفة

ولا تقتصر مشكلة حراقات النفط على المنطقة الشرقية من سوريا فحسب، بل تمتد إلى مناطق الشمال السوري أيضاً.

فقد وثق فريق الدفاع المدني السوري في بيان له نحو 283 حريقاً تم إخماده في مناطق شمال غربي سوريا خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي، منها 15 حريقاً في محطات بيع وتكرير الوقود.

وحذّر الدفاع المدني من المخاطر التي تهدد عمال محطات تكرير الوقود والمدنيين بسبب الحرائق والانفجارات والانبعاثات الناتجة عن عمليات التكرير.

وأشار إلى أن انعدام وسائل الأمن والحماية في هذه المحطات، إضافة إلى درجات الحرارة العالية جداً، تزيد من احتمالية وقوع الحوادث.

وحول مخاطر حراقات النفط، قال الدكتور مأمون سيد عيسى العامل بالشأن الطبي والإغاثي لمنصة SY24: “هذا الموضوع فني هو يتعلق بتركيب المازوت فأغلبه تكرير محلي وليس نظامي”.

وأوضح أن “أسباب التفجير تكون بسبب وجود شوائب أو مواد غير مرغوب فيها، فالتكرير غير النظامي قد يترك شوائب أو مواد كيميائية غير مرغوب فيها مثل الكبريت أو المياه أو المواد الثقيلة، التي يمكن أن تزيد من عدم استقرار الوقود وتجعله أكثر عرضة للاحتراق السريع أو الانفجار، إضافة إلى عدم التحكم في نسبة المكونات، أي أن كل من المازوت والبنزين يحتاجان إلى نسب محددة من الهيدروكربونات لضمان احتراق آمن ومنتظم، وإذا كانت هذه النسب غير صحيحة بسبب التكرير السيئ، قد يؤدي ذلك إلى اختلالات في عملية الاحتراق وتراكم الغازات القابلة للانفجار”.

وفي ظل هذه الأوضاع، يبدو أن السكان المحليون يجدون أنفسهم أمام خيارات صعبة، فمن جهة، تدفعهم حالة الفقر وقلة فرص العمل إلى اللجوء لهذه المهن الخطرة، ومن جهة أخرى، يواجهون مخاطر صحية جسيمة قد تكلفهم حياتهم، بحسب ناشطين.

الحلول المطلوبة: بدائل آمنة وفرص عمل

ووسط كل ذلك، تسلط هذه القضية الضوء على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لمعالجة مشكلة حراقات النفط البدائية في سوريا، إضافة إلى أن هناك حاجة ماسة لتدخل المنظمات الدولية والسلطات المحلية لتوفير بدائل آمنة لتكرير النفط، وتأمين فرص عمل للسكان المحليين بعيداً عن هذه الممارسات الخطرة.

كما أن هناك ضرورة لرفع مستوى الوعي بين السكان حول مخاطر العمل في هذه الحراقات، وتوفير وسائل الحماية اللازمة للعاملين في قطاع النفط لتجنب وقوع المزيد من الحوادث المأساوية.

مقالات ذات صلة