حملات تطوعية تعزز التعليم في شمال سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تشهد المدارس في شمال سوريا تراجعًا ملحوظًا في جودة التعليم نتيجة ضعف الإمكانيات ونقص الدعم، مما دفع إلى ظهور حملات ومبادرات عدة منها تطوعية ومنها بدعم من جهات ومؤسسات تقدم مساعدات متنوعة للأهالي في الشمال السوري، إذ ساهمت هذه المبادرات مثل توزيع الحقائب والقرطاسية، وتنظيم أنشطة تعليمية ونفسية، وتوزيع الكتب في سد الفجوة التي يعاني منها القطاع التعليمي بشكل جزئي، وتعزيز الدعم النفسي للطلاب، بطريقة تخفف الأعباء على الأهالي وتوفر بيئة تعليمية أكثر استقرارًا وتشجيعًا للأطفال.

دعم الأسر في مواجهة تحديات التعليم

في حديثه إلى منصة SY24 يقول “إبراهيم النداف” مدير مشروع تعليمي في جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية: إن “معظم الأسر التي لديها أطفال في المدارس تواجه تحديات كبيرة مع ارتفاع تكاليف التعليم، وقلة فرص العمل، وغلاء المعيشة، بالإضافة إلى تقلص الدعم الأممي الموجه للفئات الضعيفة، كل هذه العوامل تزيد من احتمالية تسرب الأطفال من المدارس ولجوئهم إلى العمل المبكر”.

وأضاف أن “هذه التحديات دفعتنا لإطلاق مبادرة تهدف إلى تشجيع الطلاب على العودة إلى مقاعد الدراسة ومساندة أسرهم في تحمل الأعباء الدراسية، وذلك من خلال توزيع الحقائب المدرسية والقرطاسية لعدد من المدارس”.

مبادرة توزيع الحقائب المدرسية:

يضيف “النداف” أن الحملة شملت توزيع أكثر من 15,000 حقيبة مدرسية في أكثر من 60 مدرسة، ضمن إطار برامج تعليمية متعددة، تشمل هذه البرامج تقديم دعم مالي شهري لأكثر من 500 معلم ومعلمة، وتزويد المدارس بالقرطاسية والوسائل التعليمية، إضافة إلى توفير المواد اللوجستية والمياه ومساحات صديقة للأطفال، بهدف تهيئة بيئة مدرسية آمنة ومحفزة على التعلم.

ويعد مشروع توزيع الحقائب المدرسية، المصممة بجودة عالية والمتوافقة مع مختلف الفئات العمرية، جزءًا من خطة شاملة لدعم التعليم، هذه الحقائب، التي تحتوي على القرطاسية الأساسية مثل الدفاتر والأقلام وأدوات الرسم، تمثل عنصرًا جوهريًا في العملية التعليمية، حيث من المستحيل أن يستمر الطالب في دراسته دون توافر الأدوات الأساسية.

حملة العودة إلى المدرسة: مكافحة التسرب المدرسي

وفي السياق ذاته، انطلاقاً مع العام الدراسي برزت أهمية حملات داعمة للعودة إلى المدرسة كجزء من الجهود المبذولة لمكافحة التسرب المدرسي، ووفقًا لـ “طارق الشيخ” ، المسؤول التعليمي للحملة، قال إن “هدف الحملات هو زيادة الوعي بأهمية التعليم عبر أنشطة متنوعة، تشمل توزيع كتيبات إعلامية في المناطق المستهدفة، ووضع ملصقات في الأماكن العامة مثل المستشفيات والمساجد، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي مثل مجموعات الواتساب للتواصل مع أولياء الأمور”، كما أُنشئت لجان طلابية تُعرف بـ” سفراء الحملة”، وهم طلاب يرتدون زيًا خاصًا بالحملة وينضمون إلى فرق الجمعية لنشر الرسائل الداعية إلى تسجيل الأطفال في المدرسة.

تتضمن الحملة أيضًا تنظيم أنشطة ترفيهية مع بداية العام الدراسي في كل مدرسة مستهدفة، لخلق بيئة مشجعة ومحفزة للطلاب، يشارك في هذه الأنشطة أولياء الأمور وأفراد من المجتمع المحلي العاملين في مجال التعليم، مما يساهم في رفع معنويات الطلاب ودفعهم للعودة إلى مقاعد الدراسة، تستهدف الحملة مناطق عدة في إدلب، مثل أريحا، سلقين، سرمدا، ومعرتمصرين، وتضم حوالي 8,500 طالب وطالبة.

أنشطة ترفيهية لتعزيز معنويات الطلاب والمجتمع:

تُظهر هذه المبادرات التعليمية في شمال سوريا دورًا محوريًا في دعم القطاع التعليمي ومواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف به، ورغم الجهود المبذولة من قبل الحملات التطوعية، لا يزال القطاع بحاجة إلى دعم مستدام ومزيد من التعاون بين الجهات المحلية والدولية لضمان استمرار العملية التعليمية وتوفير بيئة مناسبة وآمنة للطلاب، إن الاستثمار في التعليم اليوم هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة في سوريا، وتعزيز صمودهم أمام الصعوبات المتزايدة.

وفي حزيران الماضي من العام 2024، نفذت مؤسسة SY حملة “مبادرة التربية على السلام” في عدد من مدارس الشمال السوري، بهدف تعزيز الروابط الاجتماعية ونشر ثقافة التسامح ونبذ العنف والضرب في المدارس، حيث تركزت الحملة على ترسيخ قيم التربية على السلام بين الطلاب والمدرسين، تم تنفيذ العديد من الأنشطة التفاعلية والورش التدريبية التي تهدف إلى بناء بيئة تعليمية آمنة وداعمة.

من أبرز أنشطة الحملة كان النشاط الذي نُفذ في مدرسة الفاتح بريف حلب الغربي، والذي استهدف 120 طالبًا وطالبة، تم تصميم هذا النشاط وفق منهجية تعليمية تعتمد على التربية على السلام، من خلال تفعيل أنشطة حركية تنعكس إيجابًا على سلوك الطلاب في الواقع المدرسي.

بالإضافة إلى ذلك، تخللت الحملة سلسلة من التدريبات وورش العمل الموجهة للمعلمين والمعلمات، بهدف تأهيلهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع الطلاب بطرق إيجابية وفعالة، تتماشى مع قيم الحملة وتساهم في تحسين المناخ التعليمي.

هذه المبادرة جاءت في وقت يشهد فيه القطاع التعليمي في الشمال السوري تحديات كبيرة، خاصة في ظل النزاعات المستمرة والآثار النفسية والاجتماعية التي تتركها على الطلاب، ما يجعل مثل هذه المبادرات ضرورية لتعزيز الاستقرار النفسي والاجتماعي في المدارس.

مقالات ذات صلة