نحو حياة جديدة.. عوائل سورية تستعد لمغادرة الهول

Facebook
WhatsApp
Telegram

يستمر مخيم الهول في شمال شرق سوريا، في تنفيذ خطة إخراج العائلات السورية على دفعات، وسط تحديات لوجستية وإجرائية متواصلة.

ووفقًا لمصادر خاصة، تتحضر الدفعة الخامسة من العائلات السورية للخروج قريبًا، في إطار جهود الإدارة الذاتية لإعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية.

وأفاد مصدر خاص من أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، أن إدارة المخيم قد أبلغت حوالي 150 عائلة سورية، معظمهم من ريف دير الزور، بقرار خروجهم خلال الأيام المقبلة.

وأضاف، يأتي هذا القرار بعد استكمال هذه العائلات لإجراءات الكفالة العشائرية، وأوراق الإقامة اللازمة، مشيرًا إلى أن غالبية هؤلاء ينحدرون من مناطق متنوعة، تشمل ريف حلب وإدلب، بالإضافة إلى منطقة دير الزور الشامية.

ومن الجدير بالذكر، أن عملية إخراج العائلات السورية من مخيم الهول تخضع لشروط صارمة، حيث تشترط إدارة المخيم وجود إثبات يؤكد انتماء هذه العائلات إلى المناطق التي سيعودون إليها، في إجراء يهدف إلى ضمان عودة آمنة ومستدامة للنازحين، مع مراعاة الظروف الأمنية والاجتماعية في مناطق العودة، حسب المصدر ذاته.

كما تجدر الإشارة، إلى أن هذه الدفعة المرتقبة ليست الأولى من نوعها، بل سبقتها أربع دفعات أخرى من العائلات السورية التي غادرت المخيم.

ففي نهاية شهر تموز/يوليو الماضي، شهد المخيم خروج دفعة تضم 82 عائلة، بإجمالي 346 فردًا، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وقبل ذلك، في شهر أيار/مايو، تمكنت 69 عائلة سورية من مغادرة المخيم، تاركين وراءهم سنوات من المعاناة، والنزوح القسري.

ويعكس هذا التسلسل الزمني للدفعات السابقة، الجهود المستمرة لتخفيف الضغط على مخيم الهول، الذي طالما اعتبر نقطة ساخنة في الأزمة السورية.

فمنذ بداية العام الجاري، شهد المخيم موجتين رئيسيتين من المغادرين، حيث ضمت الدفعة الأولى 219 شخصًا، عادوا إلى مدينة منبج شمالي سوريا، بينما شملت الدفعة الثانية في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، عودة 92 عائلة، بمجموع 355 شخصًا، إلى مدينة الرقة.

ومع ذلك، فإن عملية إخراج النازحين لا تخلو من التحديات والعقبات، ففي مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، اضطرت إدارة المخيم إلى تأجيل خروج دفعة من النازحين السوريين المتجهين إلى مناطق دير الزور، والتي كان من المقرر أن تغادر المخيم.

وجاء التأجيل في ظل استمرار التحديات التي تواجه السكان النازحين في شرق سوريا، بالإضافة إلى الجهود المتواصلة لإخراج دفعات من العائلات العراقية المتواجدة في المخيم.

وفي سياق متصل، أوضح مصدر خاص لمنصة SY24، أن الوضع يختلف بين النازحين من شرق وغرب نهر الفرات، وبالنسبة للعائلات القادمة من المنطقة الشرقية، المعروفة محليًا باسم “الجزيرة”، لم يتبق سوى 10 عائلات فقط في المخيم، مما يشير إلى تقدم ملحوظ في عملية إعادة التوطين لهذه الفئة.

وحول ذلك، قال المنسق العام في مجلس القبائل والعشائر السورية، مضر حماد الأسعد، لمنصة SY24: “مخيم الهول يعاني من الضغط الأمني، ومن ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة جدًا، ما جعل هناك ضغطًا عشائريًا ومحليًا على إدارة المخيم، من أجل إخراج العائلات السورية بشكل خاص من المخيم، إضافة إلى أن قسمًا كبيرًا من عائلات أجنبية ومن جنسيات أخرى ترغب في الخروج من المخيم بأسرع وقت ممكن”.

وتابع: “لذلك، من المهم أن يكون هناك ضغط أممي وأوروبي على الإدارة الذاتية لإخراج كل من في مخيم الهول، والعمل على إغلاقه بشكل كامل”.

ورأى أن على العشائر جميعها، العمل على إخراج كل العائلات السورية، وخاصة الأطفال والنساء، من المخيم، وبذل الجهود لتوفير التعليم، والحياة الكريمة لهم خارج المخيم، حسب كلامه.

يذكر أن هذه الجهود تأتي في إطار قرار أصدره المجلس التنفيذي في “الإدارة الذاتية” التابعة لـ (قسد) في عام 2020، والذي نص على إخراج جميع النازحين السوريين الراغبين بالمغادرة من مخيم الهول، وإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية.

وقد تم تنفيذ هذا القرار بوساطة شيوخ ووجهاء العشائر، مما يعكس أهمية الدور الذي تلعبه الهياكل الاجتماعية التقليدية في عملية المصالحة، وإعادة الإدماج.

ويؤكد سكان المنطقة الشرقية، أن عملية إخراج العائلات السورية من مخيم الهول تسير بوتيرة ثابتة، رغم التحديات، والتأجيلات التي تواجهها من حين لآخر، في حين يبقى الأمل معقودًا على أن تساهم هذه الخطوات في تخفيف معاناة النازحين، وإعادة بناء النسيج الاجتماعي في المناطق المتضررة من النزاع السوري الممتد، حسب تعبيرهم.

مقالات ذات صلة