سبع سنوات على تحرير الرقة.. جهود لإعادة الإعمار وسط تحديات اقتصادية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

مرت سبع سنوات على تحرير مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم “داعش” في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2017، ورغم مرور هذه الفترة الزمنية لا تزال المدينة تعاني من آثار الدمار الهائل الذي لحق بها خلال المعارك، وتواجه تحديات جمة في مسيرة إعادة الإعمار والتنمية، إضافة إلى التحديات الاقتصادية والمعيشية.

في ظل هذه التحديات، يطالب الأهالي بتحسين فرص العمل وتوسيع المنشآت الاقتصادية وتخفيض الأسعار ومراقبة الأسواق، بالإضافة إلى المطالبة بزيادة الإنتاج المحلي، خاصة في مجالات الزراعة والصناعات الغذائية.

ورغم الصعوبات، تؤكد الجهات الخدمية المسؤولة في الرقة أن المدينة قد شهدت تغيرات إيجابية بفضل جهود مجلس الرقة المدني ولجانه وأبناء المدينة، كما يشدد التحالف الدولي على استمرار دعمه لجهود تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وفي الذكرى السابعة لتحرير الرقة، أقامت الإدارة الذاتية شرق سوريا احتفالًا بمشاركة قوات من التحالف الدولي ومسؤولين محليين، مؤكدين على أهمية مواصلة العمل لمحاربة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

آثار الدمار واحتياجات إعادة الإعمار:

ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة العفو الدولية في عام 2020، تعد الرقة من أكثر المدن تعرضًا للدمار في العصر الحديث، إذ تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى تدمير وإلحاق أضرار بنحو 11 ألف مبنى خلال الفترة من شباط/فبراير إلى تشرين الأول/أكتوبر 2017، بما في ذلك 8 مستشفيات و29 مسجدًا وأكثر من 40 مدرسة وخمس جامعات، بالإضافة إلى تدمير نظام الري في المدينة.

تحديات إعادة الإعمار:

يؤكد سكان الرقة أن عملية إعادة البناء تسير بوتيرة بطيئة، حيث تشير التقديرات إلى أن نسبة الدمار في المدينة لا تزال تصل إلى 50% بعد سنوات من تحريرها، مما يستدعي الحاجة إلى استثمارات أجنبية لتسريع عملية الإعمار.

من أبرز العقبات التي تواجه عملية إعادة الإعمار ارتفاع أسعار مواد البناء، حيث يتراوح سعر طن الحديد بين 500 و800 دولار، وسعر طن الإسمنت يصل إلى 113 دولارًا، مما يؤثر سلبًا على دخل العمال.

كما يضيف ارتفاع رسوم رخص البناء عبئًا إضافيًا، حيث قد تتجاوز رسوم رخصة بناء لأربعة طوابق الـ 3000 دولار، في حين تؤكد مصادر خدمية مسؤولة أن الرسوم المفروضة لا تتجاوز 10% من إجمالي التكلفة.

التقدم في إعادة الإعمار:

على الرغم من التحديات، شهدت المدينة بعض التقدم في جهود إعادة الإعمار، فقد بلغ عدد رخص البناء الجديدة منذ عام 2018 حوالي 2429 رخصة، بالإضافة إلى 1293 رخصة لإعادة بناء المباني المدمرة.

ومع ذلك، يعاني سوق العقارات في الرقة من حالة من الركود بسبب ارتفاع الأسعار، حيث يصل سعر شقة غير مكسية إلى أكثر من 60 ألف دولار في بعض الحالات، مما يجعلها بعيدة المنال بالنسبة للكثير من السكان.

الواقع المعاش في الرقة:

سلّط أحد أبناء الرقة الضوء على الجانب السلبي في المنطقة بالتزامن مع الذكرى السابعة لتحريرها من داعش، مشيرًا إلى أن المدينة لا تزال تعاني من آثار الحرب والدمار، حيث الشوارع في حالة سيئة ومليئة بالحفر.

وأوضح أن الكهرباء لم تصل إلى جميع أحياء المدينة بعد، وساعات التغذية الكهربائية محدودة تتراوح بين 3-4 ساعات يومياً.

كما بيّن أن فرص العمل محدودة والنشاط التجاري ضعيف، معتمدًا العديد من العائلات على المساعدات من المنظمات الإنسانية أو المتبرعين.

التحديات الأمنية والاجتماعية:

لفت الانتباه إلى أن الوضع الأمني غير مستقر، مع انتشار حوادث السرقة وزيادة النزاعات، مشيرًا إلى الظواهر المجتمعية السلبية مثل تعاطي المخدرات وارتفاع معدلات الجريمة، بما في ذلك جرائم خطيرة غير مألوفة.

تقف مدينة الرقة اليوم على مفترق طرق بين ماضٍ مؤلم وآمال مستقبل أفضل. ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، يبقى الأمل في تحسن الأوضاع وإعادة إعمار وتنمية الرقة بشكل يلبي طموحات سكانها ويحقق الاستقرار والازدهار.

مقالات ذات صلة