يواجه قطاع تربية الدواجن في الشمال السوري تحديات كبيرة تتمثل في ارتفاع معدلات نفوق الدجاج، حيث تؤدي هذه الظاهرة إلى خسائر اقتصادية كبيرة، مما يهدد استمرار هذا القطاع الحيوي في ظل الظروف الاقتصادية المتردية.
الأسباب الرئيسية لنفوق الدجاج في إدلب:
تتعلق أسباب نفوق الدجاج في مزارع إدلب بالأمراض المعدية والتغيرات المناخية المفاجئة. يقول “أحمد العمر” صاحب مدجنة في ريف سلقين غربي إدلب: “في ظل التغير المفاجئ في المناخ، من ارتفاع درجات الحرارة إلى تدنيها، شهدت عدة مداجن زيادة كبيرة في نفوق الدجاج.”
يوضح “أحمد” أن الأمراض التي تصيب الدجاج أصبحت متكررة، ولا نملك الإمكانيات الكافية لتوفير العلاج المناسب.
من جانبه، يشير الطبيب البيطري “محمد الحسن” إلى أن أكثر الأمراض شيوعًا التي تؤدي إلى نفوق الدجاج تشمل النيوكاسل والتهاب القصبات المعدي، وتعد هذه الأمراض من الأمراض المعدية التي تنتشر بسهولة وسرعة كبيرة بسبب قلة توفر اللقاحات وعدم توفير شروط النظافة والتعقيم.
الأثر الاقتصادي على أصحاب المداجن:
لا تقتصر خسائر نفوق الدجاج على تراجع الإنتاج فقط، بل تتعدى ذلك إلى تدمير مصدر رزق العديد من العائلات. مع عدم توفر الدعم الحكومي أو المساعدات الدولية، يعاني أصحاب المداجن من انهيار أعمالهم وتراكم الديون.
يتحدث “خالد الأسعد”، وهو صاحب مدجنة في ريف إدلب الشمالي، مع منصة SY24 قائلاً: “فقدت حوالي 40% من الدواجن خلال الشهر الماضي، وتقدر خسارتي بأكثر من 500 دولار أمريكي، دون دعم مالي من أي جهة، وهذا ما يصعب الاستمرار في العمل.”
تأثير نفوق الدجاج على الفقراء:
أدى نفوق الدجاج في إدلب إلى ارتفاع كبير في أسعار اللحوم والبيض، مما أثر بشكل مباشر على حياة الفقراء وأصحاب الدخل المحدود. يقول “أبو ياسر” (34 عامًا)، أب لخمسة أطفال وعامل مياومة في ورشة لقطاف المواسم الزراعية: “ارتفع سعر صحن البيض بأكثر من 20 ليرة تركية خلال الشهر الماضي، وأيضًا ارتفعت أسعار لحوم الدجاج ما يقارب 10 ليرات تركية في الكيلو الواحد.”
ويضيف: “أصبحت أشتري البيض مرة في الأسبوع فقط، أما لحوم الدجاج فأشتريها مرتين في الشهر.”
حلول وقائية للحد من الظاهرة:
مع تزايد انتشار الأمراض ونقص الرعاية البيطرية المناسبة، تظهر الحاجة الماسة إلى حلول وقائية فعالة. يمكن أن تتضمن هذه الحلول تحسين التغذية، تقديم اللقاحات، وتوفير رعاية صحية دائمة للدواجن.
يقترح الطبيب البيطري “محمد الحسن” بعض الحلول الممكنة للحد من نفوق الدجاج في إدلب، فيقول: “يمكن تقليل نفوق الدجاج من خلال وضع برامج لقاحات شاملة، وتحسين ظروف التهوية والإضاءة في المداجن، إضافة إلى تدريب العاملين في المداجن على الرعاية الصحية، وهذا ما يساعد في الكشف المبكر عن أي أعراض مرضية.”
تستمر أزمة نفوق الدجاج في إدلب في التأثير بشكل عميق على قطاع المداجن، مما يهدد مصدر رزق العديد من الأسر ويزيد من معاناة الفقراء وأصحاب الدخل المحدود. يتطلب الوضع الراهن اتخاذ تدابير عاجلة لحماية هذا القطاع الحيوي، من خلال توفير الدعم الفني والمالي للمزارعين، وتعزيز برامج اللقاحات والرعاية الصحية للدواجن.