المدنيون بلا حماية.. دعوات لإنشاء ملاجئ محصنة في الشمال السوري

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في ظل تصاعد وتيرة القصف الروسي والهجمات الجوية المستمرة على مناطق شمال سوريا، تتعالى الأصوات المطالبة بإنشاء منظومة ملاجئ محصنة لحماية المدنيين من مخاطر القصف المتواصل.

وأكد ناشطون في المجال الطبي والإغاثي ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الخسائر البشرية المتزايدة.

دعوات لإنشاء ملاجئ لحماية المدنيين في الشمال السوري:

وأوضح الناشطون أن الحاجة ملحة لإنشاء شبكة من الملاجئ المحصنة تحت الأرض، تكون قادرة على مقاومة الغارات الجوية، داعين المختصين من المهندسين المدنيين وخبراء العلوم العسكرية للمساهمة في وضع التصورات الفنية اللازمة لهذا المشروع.

كما شددوا على أهمية تطوير نظام إنذار مبكر يعتمد على المراصد المختلفة، مقترحين استخدام مكبرات الصوت في المساجد والرسائل النصية والتطبيقات الهاتفية لتحذير السكان من الغارات الوشيكة.

وفي السياق ذاته، أكد الدفاع المدني السوري في الشمال أن المخاطر تتزايد مع استخدام قوات النظام للطائرات المسيّرة الانتحارية، التي باتت تستهدف البيئات المدنية والمركبات بشكل مباشر، مما يؤدي إلى ارتفاع عدد الضحايا وإعاقة حركة المدنيين ومنعهم من الوصول إلى حقولهم ومزارعهم في مناطق واسعة من ريفي إدلب وحلب وسهل الغاب.

التحديات أمام إنشاء شبكة ملاجئ في ظل القصف المتواصل:

وفي هذا الصدد، قال الناشط السياسي “عبد الكريم العمر” لمنصة SY24: “أمام الغارات الجوية الروسية والصواريخ الارتجاجية وبعيدة المدى، وأمام الهمجية الروسية، يجب أن تكون هناك ملاجئ تحت الأرض، لكن الأمر بتصوري شبه مستحيل أو صعب، والسبب أن طبيعة الأبنية لا تسمح بذلك، في حين أن الأمر متاح ضمن الأبنية الحديثة التي لا يتجاوز عمرها 5 سنوات، في حين أن نسبة من يفكر ببناء ملجأ تحت منزله لا تتعدى الـ 1 %”، مؤكداً في ذات الوقت على أهمية المطالب والمقترحات نظراً لاستمرار تعمد الطيران الروسي استهداف المراكز والتجمعات السكنية.

وقوبلت هذه المقترحات والمطالب بردود فعل متباينة، حيث يرى البعض أن البنية التحتية الحالية للمناطق لا تسمح بإنشاء ملاجئ فعالة، مقترحين بديلاً يتمثل في تأمين مناطق نزوح آمنة قرب الحدود، بعيداً عن المناطق المعرضة للاستهداف.

وأشار آخرون إلى تجارب سابقة في مطالبة “حكومة الإنقاذ” التابعة لهيئة تحرير الشام بإنشاء ملاجئ منذ عام 2017، لكن دون استجابة تُذكر، حسب تعبيرهم.

وتتضمن المقترحات المطروحة أيضاً تنظيم حملات توعية للمدنيين حول كيفية التصرف أثناء الغارات الجوية، إضافة إلى تفعيل دور المنظمات الحقوقية وهيئات المعارضة في الضغط الدولي لحماية المدنيين.

كما اقترح الناشطون تنظيم حملات إعلامية وتظاهرات في مختلف دول العالم للفت الانتباه إلى معاناة المدنيين، مع الاستفادة من تأثير منصات التواصل الاجتماعي والمؤثرين عليها.

أهمية الملاجئ ومنظومات الإنذار في حماية المدنيين من الغارات الجوية:

وحول ذلك، قال الناشط في المجال الإغاثي والطبي، “مأمون سيد عيسى” لمنصة SY24: “في شمال وشمال غرب سوريا، خلال سنوات الحرب، تم إهمال إنشاء الملاجئ ومنظومة الإنذار رغم دورها الحيوي في حماية المدنيين أثناء الحرب، ومن المستغرب إهمال هذا الأمر المهم، حيث تكمن أهمية الملاجئ في الحماية من القصف الجوي”.

وأضاف: “ونظراً لعدم توفر مضادات جوية وصاروخية لدى فصائل المعارضة، فإن الملاجئ تمثل ملاذاً آمناً من القنابل والغارات الجوية التي تستهدف المناطق السكنية والحيوية”.

وتابع موضحاً: “وتساهم هذه الملاجئ في تقليل الإصابات والخسائر، فوجود المدنيين في ملجأ مصمم خصيصاً للحماية يؤدي إلى خفض عدد الإصابات والوفيات التي قد تنتج عن الهجمات المباشرة”.

وأكد على أن الملاجئ تلعب دوراً مهماً في تخفيف الضغط النفسي والخوف، إذ تمنح شعوراً بالأمان والطمأنينة، مما يقلل من الضغوط النفسية والخوف الذي قد يسيطر على السكان، وعندما يكون المدنيون في أماكن آمنة، يمكن لفرق الإنقاذ والفرق الطبية الوصول إليهم وتقديم المساعدة بشكل أسرع وأكثر فاعلية، وفق كلامه.

وشهد الأسبوع الماضي تصعيداً ملحوظاً في القصف الجوي الروسي وقوات النظام على المنطقة، مما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة، مما يؤكد الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في المنطقة، بحسب مراقبين.

مقالات ذات صلة