استمرار عمليات الاعتقال التعسفي في مناطق النظام

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري تصعيداً في حملات الاعتقال التعسفي التي تقودها الأجهزة الأمنية، مستهدفةً بشكل رئيسي الشباب في مختلف المدن والبلدات.

وفي آخر التطورات التي رصدتها منصة SY24، تعرض الفتى “غيث غالب البدعيش” (16 عاماً) من محافظة السويداء للاعتقال أثناء تواجده في كراج حمص، وهو في طريقه إلى لبنان بحثاً عن فرصة عمل.

اعتقال تعسفي دون مذكرة قضائية:

أفاد موقع السويداء 24 باختفاء “غيث” بعد وصوله إلى حمص، حيث انقطع الاتصال به، وظل مصيره مجهولاً لعدة أيام حتى تم الكشف عن وجوده قيد الاحتجاز في فرع الأمن السياسي، وقد تم اعتقاله بحجة حيازته مبلغ 400 دولار، وهو مبلغ كان يحمله لتغطية نفقات سفره حتى يجد عملاً في لبنان، ورغم عدم وجود أي مذكرة بحث أو تهمة حقيقية بحقه، تم احتجازه، مما يعكس استمرار الأجهزة الأمنية في استهداف المدنيين، حتى القُصّر، بذرائع واهية.

هذا النوع من الاعتقالات يكشف التناقض الصارخ بين تصريحات النظام حول “العودة الآمنة” وبين ممارساته التي تؤكد زيف تلك الادعاءات.

ففي الوقت الذي يسعى فيه النظام لجذب اللاجئين والمغتربين للعودة إلى البلاد، تتعرض فئات واسعة من الشعب للقمع والاعتقال التعسفي دون أي مسوغات قانونية.

عمليات دهم وابتزاز علني:

في منطقة ببيلا بريف دمشق، نفذت دورية مشتركة من فرع الأمن العسكري والشرطة العسكرية حملة دهم واعتقالات يوم الإثنين، استهدفت عدداً من الشباب تحت ذريعة التخلف عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية، ووفق ما أكده موقع صوت العاصمة، فقد نُصبت حواجز مؤقتة في البلدة لاحتجاز الشباب الذين تواجدوا في المنطقة.

أسفرت الحملة عن اعتقال عشرة شبان، معظمهم من العمال، بتهم متعددة، منها التخلف عن الخدمة العسكرية أو عدم حيازة بطاقات شخصية، وما يثير القلق هو عدم اقتصار الانتهاكات على الاعتقال فقط، بل امتدت لتشمل عملية ابتزاز واضحة، حيث طالبت الجهات الأمنية ذوي المعتقلين بدفع إتاوات مالية ضخمة لإطلاق سراحهم، تراوحت المبالغ بين 10 ملايين ليرة سورية للشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية، ومليوني ليرة لأولئك الذين لم يحملوا بطاقاتهم الشخصية.

اعتقالات عشوائية ومصير مجهول:

وفي سياق متصل، تعرض أحد الشباب في منطقة وادي بردى بريف دمشق للاعتقال التعسفي من قبل دورية تابعة لفرع الأمن العسكري يوم أمس الثلاثاء، حيث أُوقف الشاب على حاجز مؤقت دون توضيح أسباب الاعتقال أو توجيه أي تهم واضحة، وما زال مصيره مجهولاً حتى هذه اللحظة، مما يزيد من حالة القلق والترقب بين عائلته وسكان المنطقة.

تتصاعد وتيرة الاعتقالات التعسفية في سوريا، بينما تواصل الأجهزة الأمنية استغلال نفوذها لقمع أي محاولة للشباب للهروب من الواقع المرير الذي يعيشه معظم السوريين.

وفي الوقت الذي يسعى فيه الكثيرون للهجرة بحثاً عن حياة أفضل، تقف هذه الاعتقالات كعقبة جديدة أمام محاولات النجاة، مما يعكس تزايد التحديات التي يواجهها الشباب في ظل استمرار هذا النظام القمعي.

مقالات ذات صلة