الزواج في سوريا.. التحديات تتزايد مع ارتفاع الذهب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

قفزت أسعار الذهب في سوريا لمستويات غير مسبوقة خلال الآونة الأخيرة، مما أدى إلى تأثير كبير على إقبال الشباب على الزواج في مختلف المناطق، سواء في الشمال أو في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

ومع تزايد التكاليف المرتبطة بالزواج، أصبح الحصول على الذهب، الذي يُعد جزءًا أساسيًا من تجهيزات الزواج في الثقافة السورية، عبئًا كبيرًا على الشباب، ما أدى إلى عزوف الكثيرين عن الارتباط أو البحث عن بدائل.

في الشمال السوري: معاناة مضاعفة وتدهور اقتصادي:

في مناطق الشمال السوري، يعاني الشباب من ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل عام، مما يجعل تأمين مهر الزواج أمرًا صعبًا، “محمد”، شاب من مدينة إدلب، يروي كيف اضطر إلى تأجيل زواجه عدة مرات بسبب الارتفاع المستمر في أسعار الذهب.

يقول “محمد”: “كلما جمعنا المال لشراء الذهب، يرتفع سعره مجددًا، وأصبح من المستحيل حتى التفكير في شراء الحلي الذهبية اللازمة للزواج”.

وصل سعر غرام الذهب، في لحظة إعداد التقرير في منطقة إدلب، إلى 79 دولارًا للعيار 21، أي أن تكلفة شراء محبس الزواج بأقل تقدير لا تقل عن 160 دولارًا وبوزن لا يتعدى غرامين، بينما يحتاج الشاب المقبل على الزواج قرابة ألف دولار لشراء قطعتين أو ثلاثة فقط من المصاغ الذهبي المتعارف عليه وفق كل منطقة وحسب القدرة، وهو مبلغ مرتفع جدًا وفقًا لما تحدثنا به مع الأهالي.

“جهاد”، عامل مياومة في مدينة إدلب بأجرة يومية زهيدة، مهجر من ريف دمشق منذ سنوات، قارب عقده الثالث على الانتهاء ولم يتمكن بعد من الزواج وتأسيس أسرة، يقول في حديثه إلينا: إن “عمله الحالي بالكاد يغطي مصاريف المعيشة، والإقدام على الزواج وسط هذه الظروف المعيشية كارثة حقيقية”.

يرى العديد من الشباب في الشمال أن الارتفاعات المتواصلة في أسعار الذهب تضاف إلى أعباء حياتهم اليومية، حيث تعاني المنطقة من البطالة وقلة الموارد الاقتصادية، مما يزيد من تأخير سن الزواج وارتفاع حالات العنوسة.

مراسلة SY24 تواصلت مع صاحب محل صاغة في سرمدا والذي أكد أن الإقبال على شراء الذهب قد انخفض بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، تزامناً مع ارتفاع أسعاره، يقول: إن “الأهالي باتوا يبحثون عن الذهب المستعمل كبديل أرخص، فهو متوفر بأجرة صياغة أقل من الذهب الجديد ويمكن أن يفي بالغرض في مناسبات الزواج”.

ويضيف أن الكثير من العائلات لم تعد تهتم بالشراء التقليدي للذهب الجديد وتبحث عن طرق أخرى لتوفير النفقات في ظل الأزمة الاقتصادية.

مناطق النظام: تراجع الطلب واللجوء إلى الذهب المستعمل:

وفي مناطق النظام، تعكس القصة معاناة مماثلة، وحسب آخر تحديث لأسعار الذهب في سوريا وفق نشرة الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات، إلى تاريخ أمس الأربعاء، سجل ارتفاعاً جديدًا بمقدار 11 ألف ليرة، إذ وصل غرام الذهب عيار 21 سعر مبيع إلى مليون و178 ألف ليرة سورية، وسجل سعر مبيع الأونصة عيار 995 بـ 43 مليون و225 ألف ليرة، هذا الارتفاع الجنوني يعكس الأزمة المالية التي تعيشها البلاد مع تدهور قيمة الليرة السورية وتفاقم التضخم.

أدى ارتفاع أسعار الذهب إلى تغييرات ملحوظة في نمط الزواج في سوريا، حيث بات الكثير من الشباب يواجهون تحديات غير مسبوقة واضطروا للبحث عن حلول بديلة.

ومع استمرار التدهور الاقتصادي، يبقى الذهب المستعمل أو الإكسسوارات المحلية مثل الذهب “الروسي” أو “البرازيلي” الخيار الأوفر والأكثر طلبًا، إلا أن ذلك لم يحل مشكلة تأجيل الزواج وتزايد حالات العنوسة في ظل هذه الظروف الصعبة.

مقالات ذات صلة