تصاعدت وتيرة الهجمات بالمسيرات الانتحارية وكمائن الألغام في شمال وشرق سوريا، مما أدى إلى خسائر بشرية كبيرة.
هجمات بالطائرات المسيرة والانفجارات في الشمال السوري:
البداية من الشمال السوري. حيث أفاد الدفاع المدني السوري في بيان له بإصابة سبعة مدنيين، بينهم أربع نساء وطفل رضيع، جراء قصف صاروخي استهدف أحياء مدينة الباب شرقي حلب.
وأوضح البيان، أن مصدر القصف كان من مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وامتد القصف ليطال قرية شاوا في ريف مدينة الراعي، دون تسجيل إصابات. كما استهدفت القذائف الأراضي الزراعية في قرية البلدق بريف جرابلس، حسب البيان.
وشهدت المنطقة تصاعداً في وتيرة استخدام مسيرات متفجرة انتحارية. حيث تم تسجيل عدة هجمات في يوم واحد: انفجار طائرتين مسيرتين استهدفتا بلدة الأبزمو غربي حلب، كما استهدفت طائرة مسيرة انتحارية محلاً تجارياً في البلدة نفسها.
وفي حادثة منفصلة، أصيب مدنيان “رجل وابنه” عندما استهدفت طائرة مسيرة انتحارية سيارتهما على طريق “تديل – الأبزمو”، تبعها هجوم مماثل على سيارة مدنية أخرى في بلدة الأبزمو، دون وقوع إصابات.
وقبل يومين، طال القصف الصاروخي مخيم “يد العون” القريب من مخيم كويت الرحمة في ريف عفرين شمالي حلب، مما تسبب بأضرار مادية شملت منزلين وسيارتين.
وأكد الناشط السياسي عبد الكريم العمر، في حديثه لمنصة SY24: “أنه منذ تصاعد الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان والتطورات الأمنية المتسارعة هناك وعمليات الاغتيالات المتتالية التي تستهدف قادة الميليشيات في سوريا ولبنان، تصاعدت وتيرة الهجمات من النظام السوري وميليشياته على الشمال السوري بغارات أدت لوقوع قتلى، إضافة إلى استخدام المسير الانتحاري الذي لم يتوقف منذ أكثر من عام في المناطق المتاخمة لخطوط النار مع النظام”، معرباً عن مخاوفه من استمرار التصعيد على المنطقة في قادمات الأيام من باب انتقام النظام من المدنيين الذين فرحوا لمصرع الميليشيات في لبنان وسوريا من جراء الضربات الإسرائيلية، وفق تعبيره.
دور تنظيم داعش في الهجمات المتزايدة شرق سوريا:
وفي شرق سوريا ، تعرضت مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لسلسلة هجمات متزامنة في دير الزور، حيث استهدف مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية نقطة تفتيش عند مدخل بلدة الحصان غربي دير الزور، مما ألحق أضراراً مادية.
وبالتزامن، هاجم مسلحون مجهولون بأسلحة رشاشة مقراً لـ “قسد” في بلدة الجنينة، مع هجوم مماثل على نقطة تفتيش في بلدة أبو النيتل شمالي دير الزور.
وفي تطور آخر، اندلعت اشتباكات متقطعة باستخدام الأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة ، بين مجموعات تابعة لميليشيا “الدفاع الوطني” غربي الفرات، ومقرات “قسد” المتمركزة على ضفة نهر الفرات في بلدتي الحوايج والشحيل.
كمائن الألغام:
وسجلت البادية السورية حوادث دامية. حيث قُتل أربعة عناصر من قوات النظام وميليشياته، وأصيب عشرة آخرون في انفجار لغم بسيارتهم في “نقطة الجطوان شرق عقيربات بريف سلمية الشرقي”.
ووجّهت مصادر ميدانية متطابقة بأصابع الاتهام إلى تنظيم داعش، بالوقوف وراء عملية استهداف عناصر النظام شرقي حماة.
وفي حادثة منفصلة بالبادية. لقي 12 عنصراً من القوات الحكومية مصرعهم في هجوم لتنظيم داعش ، على حافلة مبيت في بادية حمص.
وحسب الأنباء الواردة. فإن الحافلة كانت تقل 17 عنصراً من مرتبات الفرقة 18 عندما تعطلت في منطقة البيضا شرقي حمص خلال عاصفة غبارية.
واستغل المهاجمون المسلحون الظروف الجوية لمهاجمة الحافلة بالأسلحة الرشاشة، مما أدى لمقتل 12 عنصرا لنظام وميليشياته بينهم ضباط. فيما تمكن خمسة آخرون من الفرار مستفيدين من انعدام الرؤية.
وفي هذا الجانب رأى الناشط الحقوقي وفي مجال المناصرة ، يوسف الشامي في حديثه لمنصة SY24: “أن داعش يستغل حالة الفوضى الحاصلة. ومنذ فترة بسبب انشغال الروس بحربهم على أوكرانيا. وايضاً الضربات الإسرائيلية التي تطال الميليشيات إضافة الى عوامل أمنية أخرى. ما يجعله يغتنم الفرص لشن الهجمات المباغتة واتباع أسلوب الكمائن المتزامنة وفي مناطق متفرقة من بادية حمص أو بادية حماة.
فيما يضاف إلى ذلك. استغلاله الأجواء المناخية والعواصف الغبارية ، لشن هجماته على حافلات تقل عناصر النظام والميليشيات، كما حصل في شرقي حمص.
وبالتالي سوف تتصاعد وتيرة عمليات داعش. والذي يحاول التمدد إلى مناطق خارج جغرافيا البادية في ريف حمص الشرقي وتدمر. إلى بوادي الرقة ودير الزور والحسكة، وصولا إلى ريف حماة الشرقي”.
انفجار العبوة الناسفة في ريف دمشق وتأثيراته:
وفي تطور أمني لافت بريف دمشق ، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة كانت مركونة عند مدخل ضاحية يوسف العظمة السكنية.
وأشارت المعلومات الأولية، وفق وكالة “سانا” التابعة للنظام. إلى انفجار عبوة ناسفة في السيارة. وأكد رئيس المجلس المحلي للضاحية أن الانفجار أسفر عن إصابة السائق وأضرار مادية في المكان، وفق تعبيره.
ويشير هذا التصعيد المتزامن، في مختلف المناطق السورية، إلى تحول نوعي في طبيعة العمليات العسكرية. مع تزايد استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية والكمائن المسلحة. مما يؤشر إلى دخول الصراع مرحلة جديدة تتسم بتعقيدات ميدانية متزايدة، بحسب مراقبين.