هجوم أنقرة يشعل الحدود: هل يتجه المشهد السوري نحو مواجهة جديدة؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص _ SY24 

في ظل تصاعد التوترات بشمال شرقي سوريا، أبدت الولايات المتحدة قلقها حيال التطورات الأخيرة في المنطقة، لكنها في الوقت ذاته أكدت دعمها “حق” تركيا في محاسبة منفذي الهجوم الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء “توساش” بالعاصمة أنقرة.

البنتاغون: تركيا تملك حق الرد

خلال مؤتمر صحفي، قالت سابرينا سينغ، نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون): “ما شهدناه في تركيا يبدو وكأنه هجوم إرهابي، ومن حق تركيا محاسبة المسؤولين عنه.”

تأتي هذه التصريحات في وقت تكثّف فيه تركيا عملياتها العسكرية شمال سوريا، الأمر الذي أثار تساؤلات حول التوازن الذي تسعى واشنطن إلى الحفاظ عليه بين دعم أنقرة بوصفها حليفاً في الناتو، والحد من التصعيد الذي قد يُربك الأوضاع في المنطقة.

الخارجية الأمريكية تحذّر من مخاطر التصعيد

من جانب آخر، عبّرت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها بشأن الضربات التركية شمال سوريا، خاصة فيما يتعلق بتأثيرها على المدنيين والبنية التحتية الحيوية في المنطقة.

وقال متحدث باسم الوزارة: “نحن نتابع عن كثب الوضع هناك، ونؤكد أهمية حماية المدنيين والالتزام بمناطق وقف إطلاق النار.”

وأشار المتحدث إلى أن استمرار التصعيد قد يُعطل جهود التحالف الدولي في مكافحة تنظيم داعش.

فيما بيّن المتحدث باسم الوزارة أن التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، يعتمد بشكل كبير على الاستقرار في شمال سوريا لضمان الهزيمة المستدامة للتنظيم الإرهابي، معتبراً أن أي اضطراب هناك قد يُضعف فعالية العمليات الجارية.

التوتر في شمال سوريا.. مشهد معقد

تأتي هذه التطورات في وقت يشهد شمال شرقي سوريا أوضاعاً أمنية هشة، حيث تشهد المنطقة وجوداً عسكرياً مكثفاً للقوات التركية والجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تلعب دوراً محورياً في مواجهة تنظيم داعش بدعم أمريكي.

ورغم التعاون الظاهر بين واشنطن وقسد، فإن العمليات التركية الأخيرة تضع هذا التعاون في اختبار صعب، خاصة أن تركيا تصنّف بعض الفصائل الكردية التي تشكل عماد “قسد” بأنها امتداد لحزب العمال الكردستاني (PKK)، المصنّف كمنظمة إرهابية من قبل أنقرة.

مخاوف من تعثر الحلول السياسية

في سياق التصعيد العسكري، حثت الخارجية الأمريكية جميع الأطراف على الالتزام بمناطق وقف إطلاق النار، مشددة على أهمية تخفيض الأنشطة العنيفة لتهيئة الظروف نحو تحقيق استقرار طويل الأمد في سوريا.

وأكدت أن الحل السياسي يبقى السبيل الوحيد لتجنب المزيد من التصعيد، وأن المسار العسكري لن يحقق استقراراً دائماً في المنطقة.

إلى أين تتجه الأمور؟

التصعيد الحالي يُظهر أن منطقة شمال سوريا تقف عند مفترق طرق حساس، إذ تحاول واشنطن تحقيق توازن دقيق بين دعم تركيا كحليف استراتيجي في الناتو، ومواصلة التعاون مع قسد في مكافحة تنظيم داعش، وهو توازن يبدو هشاً بشكل متزايد في ظل الهجمات والضربات المتبادلة.

وإذا استمر التصعيد، فقد تواجه المنطقة سيناريوهات غير متوقعة: فمن جهة قد تُعمّق العمليات العسكرية التركية الخلاف مع واشنطن، ومن جهة أخرى قد تُضعف جهود التحالف ضد داعش، مما يفتح المجال أمام التنظيم لإعادة تنظيم صفوفه كما تقول واشنطن.

وفي ظل تعقّد المشهد الإقليمي، يبقى التساؤل المطروح: هل ستتمكن الأطراف الفاعلة من ضبط النفس وفتح باب التسويات السياسية، أم أن المنطقة مقبلة على موجة جديدة من عدم الاستقرار؟

مقالات ذات صلة