كيف تساهم العيادات المتنقلة في إنقاذ الأرواح في إدلب؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها إدلب، يشكل الحصول على الرعاية الصحية تحديًا حقيقيًا أمام آلاف الأسر، خاصة في القرى والمناطق النائية والمخيمات التي تفتقر إلى المرافق الطبية.

تسعى العيادات المتنقلة إلى تقديم حل عملي وسريع لهذه الأزمة، حيث تنتقل الفرق الطبية إلى المناطق الأكثر احتياجًا لتقديم العلاج الضروري. من خلال هذا الجهد، تبرز العيادات المتنقلة كخطوة أساسية نحو تحسين مستوى الرعاية الصحية وإيصال الدعم الطبي إلى قلب المجتمعات المنسية، لتساهم بذلك في تخفيف آلام الناس وبناء أمل جديد للمستقبل.

فوائد العيادات المتنقلة:

تلبي العيادات المتنقلة حاجة ملحّة في المجتمعات التي تواجه صعوبة في الوصول إلى المرافق الصحية، إذ تقوم الفرق الطبية بزيارة القرى والمخيمات والمناطق البعيدة لتقديم الخدمات الأساسية مباشرةً للسكان.

يوضح الطبيب أحمد العلي، وهو طبيب عام يعمل في عيادة متنقلة بإدلب، قائلاً: “نحن نصل إلى أماكن يصعب على المرضى فيها التنقل لمسافات طويلة، خاصة مع قلة وسائل النقل”، ويضيف: “نوفر الرعاية لهم في مكانهم لنخفف من معاناتهم ونساهم في إنقاذ العديد من الأرواح.”

الخدمات التي تقدمها العيادات المتنقلة:

تغطي العيادات المتنقلة مجموعة واسعة من الخدمات الطبية، بما في ذلك الفحوصات العامة، علاج الأمراض المزمنة، تقديم اللقاحات للأطفال، ومتابعة صحة المرأة والطفل. كما تقدم فرق العيادات المتنقلة الاستشارات النفسية، خاصة للأطفال المتأثرين بالصراع.

تقول الممرضة ياسمين عبد الله: “من المهم ليس فقط علاج المرضى جسديًا، بل أيضًا تقديم الدعم النفسي للمتضررين من الحرب.”

التحديات التي تواجه العيادات المتنقلة:

تواجه العيادات المتنقلة في إدلب تحديات كبيرة تعيق عملها وتقلل من قدرتها على توفير الخدمات بشكل فعال:

نقص الموارد والمعدات الطبية:

أحد أبرز الصعوبات التي تواجه الفرق الطبية هو نقص المعدات الطبية والأدوية الأساسية. مما يجبر الفريق الطبي على تقديم خدمات محدودة.

يقول الطبيب أحمد: “في كثير من الأحيان، نعجز عن علاج حالات بسبب نقص الأدوية الضرورية أو المعدات الأساسية، مما يجعلنا في وضع صعب أمام المرضى.”

المخاطر الأمنية للعاملين في المجال الطبي:

يواجه العاملون في العيادات المتنقلة مخاطر عديدة بسبب الأوضاع الأمنية. حيث يتعرضون لخطر الاستهداف أثناء تنقلهم بين المناطق القريبة من خطوط التماس.

تضيف الممرضة ياسمين، التي تعمل في عيادة متنقلة بريف إدلب الجنوبي: “نعيش كل يوم على أمل أن نعود سالمين إلى بيوتنا، فنحن نواجه الخطر باستمرار، ولكننا نؤمن بأن دورنا الإنساني يستحق هذه التضحية.”

العيادات المتنقلة ملاذ لأهالي المخيمات:

التقت فرق العيادات المتنقلة بالعديد من المرضى الذين تركت العيادة أثرًا إيجابيًا في حياتهم. تروي أم محمد، وهي نازحة في مخيم قريب من الحدود السورية التركية. “لم أكن أستطيع نقل طفلي إلى المستشفى بسبب بعد المسافة وقلة الموارد. ولكن بفضل العيادة المتنقلة، تمكنوا من فحص طفلي وتوفير الأدوية اللازمة له هنا في المخيم.”

دعوة لتوفير الموارد اللازمة لاستمرارية هذه الخدمة:

تدعو الفرق الطبية العاملة في إدلب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى زيادة الدعم لهذه المبادرات. والتي توفر الرعاية الصحية الأساسية في بيئة تشهد الحرب منذ سنوات طويلة.

يختتم الطبيب أحمد العلي كلامه قائلًا: “نحن بحاجة ماسة إلى دعم مستدام حتى نستطيع مواصلة هذا العمل. ونأمل أن تستمر هذه العيادات في إنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة السكان.”

تبرز العيادات المتنقلة كحلٍ أساسي للتحديات الصحية التي تواجه إدلب. حيث تقدم دعمًا لا غنى عنه لآلاف الأسر التي تعاني من ظروف صعبة. هذه العيادات ليست مجرد وسيلة علاج، بل هي رمز للأمل والصمود.

ومع ذلك، فإن استمرارية هذه الخدمات الحيوية تتطلب دعمًا مستدامًا، من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لضمان وصول الرعاية الطبية لكل محتاج. حتى في أصعب الأوقات وأبعد الأماكن.

مقالات ذات صلة