معاصر الزيتون في إدلب.. بين الضغوط الاقتصادية والتحديات البيئية

Facebook
WhatsApp
Telegram

مع كل موسم قطاف، يواجه مزارعو الزيتون في إدلب ضغوطًا متعددة تشمل التكاليف المرتفعة، تحديات المناخ، والمخلفات البيئية لمعاصر الزيتون، مما يستدعي تحركات نحو حلول مستدامة لحماية الإنتاج وتعزيز استدامة البيئة.

ضغوط ارتفاع التكاليف على مزارعي الزيتون:

في ظل الارتفاع المستمر في أسعار الأسمدة والوقود، يتضاعف العبء على المزارعين. يقول “أبو أحمد”، مزارع من ريف إدلب: “الأسعار ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة، بالكاد نتمكن من تأمين مستلزمات الزراعة، والأمر يزداد سوءًا مع كل موسم”، ويضيف: “ارتفاع التكاليف يؤثر على جودة المحصول؛ البعض يلجأ إلى تقليل المساحات المزروعة لخفض النفقات، لكن ذلك يهدد كميات الإنتاج”.

التحديات البيئية وتأثيرها على المحصول والمعاصر:

أثرت التغيرات المناخية بشدة على المحاصيل، حيث بات الجفاف الطويل وموجات الأمطار الغزيرة خلال فترات غير متوقعة تهدد محصول الزيتون، يوضح المهندس الزراعي “محمد”: “المحصول يحتاج إلى توازن مناخي، لكن المناخ المتقلب يفرض تحديات جديدة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بجودة الإنتاج وكميته”.

وأشار المزارع “عمر” إلى أن الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تضرر الثمار، قائلاً: “الجفاف يضعف الشجر، لكن الأمطار في غير وقتها قد تتلف الثمار، ولا نستطيع التحكم في هذا”.

تشهد المناطق الزراعية في إدلب ظروفًا أمنية صعبة تفرض تحديًا إضافيًا على المزارعين، الذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى أراضيهم بسبب التصعيد العسكري في المنطقة.

يقول “أبو خالد”، أحد المزارعين المقيمين في ريف إدلب الجنوبي والقريب من خطوط التماس مع النظام: “الوصول إلى الأراضي أصبح محفوفًا بالمخاطر، ونحن نخشى على أرواحنا وأرواح أبنائنا، لذا نضطر أحيانًا إلى التخلي عن جزء من المحصول”.

التحديات البيئية لمخلفات معاصر الزيتون:

تواجه معاصر الزيتون تحديًا بيئيًا يتمثل في التخلص من المخلفات الناتجة عن عملية العصر، مثل “الجفت”، يقول “أبو علي”، صاحب معصرة في مدينة أريحا: “الجفت يتراكم ويشكل مشكلة بيئية كبيرة، ونحن نحاول التخلص منه بطرق تقليدية، لكنها غير كافية”.

وأكد المهندس الزراعي “محمد” أن “التعامل غير السليم مع مخلفات المعاصر قد يؤدي إلى تلوث المياه والتربة، وهذا يتطلب حلولًا مبتكرة ومستدامة”.

الجهود المحلية نحو حلول مستدامة:

رغم محدودية الموارد، تعمل بعض الجهات على تحسين التقنيات المستخدمة في الزراعة والعصر، يقول المهندس الزراعي “محمد”، الذي يعمل في جمعية محلية تدعم المزارعين بالتقنيات الحديثة: “نحاول تقديم تقنيات الري الحديثة والطاقة الشمسية لتخفيف الضغط على المزارعين، لكن ما زلنا بحاجة إلى دعم أكبر لتبني هذه التقنيات على نطاق واسع”.

وأكد “أبو علي” أنهم بحاجة لمزيد من الدعم الحكومي لتطبيق هذه التقنيات، مما سيسهم في تقليل التكاليف ويخفف العبء البيئي.

بينما يسعى المزارعون وأصحاب المعاصر في إدلب لمواكبة التحديات التي يفرضها الواقع الاقتصادي والمناخي والأمني، تبقى الحاجة إلى حلول مستدامة أمرًا ضروريًا.

تتطلب زراعة الزيتون ودعم المعاصر تضافر الجهود المحلية والدولية لتأمين بيئة عمل آمنة ومستدامة تضمن استمرارية هذا القطاع الحيوي، الذي يمثل إرثًا ثقافيًا وركيزة اقتصادية مهمة للمجتمع المحلي في إدلب.

إقرأ المزيد: عمال الزيتون في إدلب وعفرين.. تفاوت الأجور والمخاطر

مقالات ذات صلة