اعتقلت أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري قبل أيام شاهر الشاهر، أحد المقربين من بشار الأسد. والذي شغل سابقاً منصب مستشار لوزير الاقتصاد وكان مرشحاً لتولي منصب سفير النظام في الصين.
وبحسب مصادر محلية تم اعتقال الشاهر أثناء زيارة لصديقه وزير الصناعة في حكومة النظام السوري، محمد سامر الخليل. حيث تجمع بينهما الصداقة قبل أن يتم ابتعاث الشاهر إلى جامعة “صن يات سين” الصينية قبل سنوات.
وتشير المصادر إلى أن اعتقال الشاهر يعكس صراعاً داخلياً بين الأجنحة المختلفة للنظام السوري. وتفيد المعلومات بأن بشار الأسد قد التقى بالشاهر خلال زيارته الأخيرة للصين العام الماضي، مشيداً بجهوده في تعزيز العلاقات بين البلدين.
ما أسباب الاعتقال؟
ترجح المصادر أن أحد أسباب اعتقال الشاهر قد يكون تقريراً أمنياً صادراً عن الملحق العسكري في سفارة النظام السوري بالصين. كما يُعتقد أن وزير القصر السابق قد ضغط لأجل اعتقاله، مستاءً من استقباله شخصياً من قبل بشار الأسد، وهو ما أثار انزعاج السفير السوري في الصين، محمد حسنين خدام، الذي اعتبر ذلك تجاوزاً لصلاحياته الدبلوماسية. فلفق له تهمة يتم بموجبها إزاحته عن طريقه، وهو الذي شجعه على زيارة سوريا بعد غياب سنوات.
في حين أشارت مصادر أخرى إلى أنه كان ينتقد بشار الأسد حين دعا خلال مقابلة تلفزيونية إلى إعلاء قاعدة أن “البعثي أول من يضحي وآخر من يستفيد، أين نحن منها اليوم؟ وهل ما زالت قائمة؟ وهل يستطيع أحد اليوم أن يدافع عنها؟ إذاً فلتمحى من أدبياتنا الحزبية، أو تكون المعيار لاختيار القادة، تجنباً لحالة الانفصام القائمة بين الفكر والواقع”.
وحاول النظام السوري كعادته إضفاء طابع قانوني على الاعتقال. مُشيراً إلى أن الشاهر كان يحمل “كيلوغرام من الذهب ومئة ألف دولار” عند دخوله عبر مطار دمشق الدولي قبل نحو شهر، برفقة عائلته.
يذكر أن الشاهر أحد خريجي كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق وحصل على الدكتوراه من جامعة حلب عام 2008 وكان أستاذاً في جامعة الفرات قبل ابتعاثه للجامعة الصينية، وتعود صلته بالقصر كونه أجرى عدداً من الأبحاث عن مؤسسة القصر الجمهوري وآليات اتخاذ القرار قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، إضافة إلى أنه مقرب من بثينة شعبان مستشارة بشار الأسد.