معاناة لا تنتهي.. العاصفة تدمر خيام النازحين في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

اجتاحت عاصفة مطرية قوية مخيمات إدلب في الأيام القليلة الماضية، مما أسفر عن تدمير عدد كبير من الخيام وإلحاق الضرر بسكانها، وكشفت هذه العاصفة عن المعاناة القاسية التي يعيشها النازحون في هذه المنطقة، حيث فقد الكثيرون ما تبقى لهم من مأوى ومقتنيات في ظل ظروف معيشية صعبة.

قصص إنسانية من قلب المخيمات:

تقول “أم سامر”، أرملة تعيش مع أطفالها في أحد مخيمات الشمال السوري: “الأمطار كانت غزيرة جداً لدرجة أن المياه تسربت إلى خيمتنا بشكل سريع، وأغرقت كل ما أملك”.

لجأت “أم سامر” إلى خيمة جارتها لتحتمي بها وأطفالها من البرد القاسي، بينما أوشكت خيمتها على الانهيار بشكل كامل من شدة الأمطار، وتضيف: “ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه، والخيمة لم تعد صالحة للسكن، كل شيء فيها مبلل بالماء”.

تعكس قصة “أم سامر” الصعوبات التي يواجهها سكان المخيمات، حيث أدى غياب البنية التحتية المناسبة إلى تفاقم الوضع أثناء العواصف القوية، وأصبح الأهالي يكافحون لحماية أسرهم في ظل هذه الظروف.

التدابير البسيطة التي يعتمدها الأهالي للتكيف مع الأزمات:

لجأ السكان في المخيمات إلى طرق بسيطة للتغلب على آثار العاصفة، من بينها تغطية الخيام بأكياس بلاستيكية كبيرة وحفر قنوات حولها لتصريف المياه.

لكن رغم محاولاتهم، يظل خطر تسرب المياه قائماً. يرى الأهالي أن هذه الحلول ليست كافية، خاصة مع تكرار العواصف، مما يعكس الحاجة الماسة إلى توفير بنية تحتية تحميهم من الظروف الجوية القاسية.

يوضح “أبو أحمد”، أحد سكان مخيم عشوائي غربي مدينة إدلب: “قام سكان المخيم بحفر قنوات صغيرة حول الخيام لتصريف المياه ومنعها من الدخول إليها”.

ويضيف: “تحتاج خيمنا إلى وضع قطع من البلاستيك فوقها لمنع تسرب المياه، لكن الإمكانيات ضعيفة جداً، وننتظر دعم المنظمات الإنسانية”.

دور المنظمات الإنسانية والإغاثية في التعامل مع الكارثة:

رغم الجهود المبذولة من المنظمات الإنسانية، لا تزال التحديات اللوجستية قائمة، إذ تحتاج المخيمات إلى دعم أكبر لتلبية الاحتياجات الأساسية.

أشارت المنظمات إلى حاجتها إلى تعاون دولي لدعم برامجها وضرورة تسهيل وصولها إلى المناطق المتضررة، بينما يشكو السكان من عدم كفاية المواد الإغاثية في ظل الارتفاع الكبير في أعداد العائلات التي تحتاج إلى مساعدة فورية.

يقول مسؤول في منظمة إغاثية شمالي إدلب (فضل عدم ذكر اسمه): “تعمل فرقنا على توزيع البطانيات والمواد الغذائية، لكن التحدي الأكبر هو قلة الموارد والازدحام الشديد في المخيمات، مما يجعل من الصعب إيصال المساعدات إلى كل الأسر”.

دعوات لتعزيز الاستعدادات لمواجهة العواصف المستقبلية:

برزت دعوات من الأهالي والنشطاء لتعزيز الاستعدادات لمواجهة العواصف المستقبلية عبر تحسين بنية المخيمات، وتوفير خيام مقاومة للظروف الجوية، وبناء مراكز إيواء قوية.

يطالب النشطاء بتفعيل دور الجهات المعنية لوضع خطط وقائية، مثل إنشاء نظام تصريف مياه في محيط المخيمات، ويرى السكان أن مثل هذه الإجراءات قد تحد من معاناتهم وتساعدهم في مواجهة التحديات القادمة.

يقول “محمد”، أحد المتضررين من العاصفة: “يجب على السلطات المحلية والمنظمات التنسيق لإيجاد حلول دائمة، فهذا يتطلب توفير بنية تحتية مناسبة ووضع خطط طوارئ لمساعدة الناس قبل وقوع الكوارث”.

بين الصمود والمعاناة، يعيش سكان مخيمات إدلب وسط ظروف قاسية في ظل استمرار الأزمات المناخية. تبقى الاستجابة السريعة وتقديم الدعم الفعّال ضرورة ملحة لتحسين أوضاعهم، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء وتزايد المخاطر.

وحسب تقرير لمنسقي الاستجابة في سوريا، تضرر أكثر من 19 مخيماً، ودخلت مياه الأمطار إلى 39 خيمة، وتضررت 37 خيمة بشكل جزئي، ليصل عدد الأفراد المتضررين إلى 2300 شخص.

مقالات ذات صلة