يترقب السوريون نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة اليوم الثلاثاء، والتي تشهد منافسة محتدمة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، في سباق يحمل أبعاداً مصيرية للسياسة الأمريكية تجاه الملف السوري.
الانتخابات الأمريكية وآليات التصويت:
وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الولايات المتحدة ما بين السادسة والثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي لكل ولاية، حيث يتوجه الناخبون الأمريكيون لاختيار رئيسهم السابع والأربعين.
ويسعى ترامب للعودة إلى البيت الأبيض بعد خسارته عام 2020 أمام جو بايدن. فيما تطمح هاريس لتحقيق إنجاز تاريخي كأول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة.
وتكتسي هذه الانتخابات أهمية خاصة في ظل التوترات الإقليمية والدولية المتصاعدة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
ويعتمد النظام الانتخابي الأمريكي على “المجمع الانتخابي” الذي يتطلب من المرشح الفائز الحصول على 270 صوتاً من أصل 537 صوتاً. وليس على الأغلبية الشعبية المباشرة.
وفي ظل تقارب نتائج استطلاعات الرأي بين المرشحين، يتوقع المراقبون احتمال تأخر إعلان النتائج النهائية لساعات أو أيام بعد إغلاق صناديق الاقتراع. خاصة إذا استدعى الأمر إعادة فرز الأصوات في بعض الولايات.
الآراء والتحليلات حول أثر النتائج على مصالح أمريكا في سوريا:
وحول تأثير نتائج الانتخابات على الملف السوري، يرى محللون أن فوز ترامب قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في السياسة الأمريكية تجاه سوريا. حيث يُرجح قيامه بسحب القوات الأمريكية المتمركزة في شرق سوريا والبالغ عددها نحو ألف جندي.
وعلى الرغم من موقفه الحازم السابق تجاه النظام السوري، خاصة بعد الهجمات الكيماوية في خان شيخون ودوما. إلا أن سياسته قد تركز على إنهاء التدخل الأمريكي المباشر في سوريا والعراق.
أما في حال فوز الحزب الديمقراطي. فيتوقع المحللون استمرار الوجود العسكري الأمريكي في شرق الفرات لدعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والاستفادة من الموارد النفطية. مع التركيز على مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
اللوبي السوري والسياسة الأمريكية تجاه نظام الأسد:
ويأمل اللوبي السوري في الولايات المتحدة بتمديد قانون قيصر ومواصلة سياسة مناهضة التطبيع مع نظام الأسد.
وحول ذلك، قال فاروق بلال، رئيس المجلس السوري الأمريكي في تصريح خاص لمنصة SY24: “سواء أكانت إدارة ترامب هي القادمة أو إدارة كامالا هاريس، فهناك بعض الاختلافات في السياسة. فترامب سوف يتبع سياسة صارمة مع إيران وسياسة ناعمة بنفس الوقت مع روسيا. ومن المتوقع استمرار استخدام القوة المتوازنة في التصعيد مع إيران وحزب الله وميليشياتها”.
وأضاف: “السياسة في عهد ترامب لن تتغير عما كانت عليه خلال فترة رئاسته الماضية. ولكن يمكن أن يكون هناك تقارب وتطور بالعلاقات مع السعودية والإمارات، بالنسبة لرؤية في الملف السوري ولزيادة الضغط على إيران والأسد في سوريا. ومن المتوقع أن يزيد ترامب من التنسيق مع تركيا وسوف يدعم سياسة إسرائيل التي تتبعها الآن في سوريا”.
وتابع: “أما بخصوص سياسة هاريس في حال فوزها، فستكون تكنوقراطية أكثر. ونتوقع استمرارها في سياسة بايدن في سوريا مع تغيير بعض المسؤولين في وزارة الخارجية في ما يتعلق بالملف السوري”.
وزاد موضحاً: “على اعتبار أن هاريس كانت نائبة الرئيس بايدن فهي لم تعلق كثيرا على سوريا، لذلك الإدارة الأمريكية لن يتغير موقفها في سياسة هاريس. ولكنها قد تسعى لإضعاف حزب الله وإيران في سوريا للدفع بالعملية السياسية. ومن المتوقع استمرار هاريس بالدفع بعملية المحاسبة والإبقاء على القوات الأمريكية في سوريا”.
التوازن الأمريكي بين روسيا وإيران في الساحة السورية:
وتبقى القضية السورية، التي تستمر منذ عام 2011، رهينة للمصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة وسياسة التوازن مع الوجود الروسي. بغض النظر عن هوية الفائز في الانتخابات المرتقبة.
من جانبها، رأت الصحفية السورية المهتمة بالشأن السياسي، هدى أبو نبوت في حديثها لمنصة SY24 : “أنه من الصعب التكهن تماما كيف سيؤثر قدوم ترامب على الملف السوري. خصوصا بأن وضع المنطقة بعد أحداث 7 أكتوبر مختلفة تماما عما كانت عليه في ولايته السابقة. إلا أن فوز كامالا هاريس لا يجعلنا نتوقع أي تغيير يذكر بما يخص الملف السوري وحتى في حال فوز ترامب. لأن الإدارة الأمريكية تتعامل منذ سنوات مع سوريا كملف ثانوي أمام قضايا أهم مثل الصين والحرب الروسية الأوكرانية وحاليا الحرب بغزة ولبنان”.