تعاني مدينة الرقة وريفها من تدهور كبير في البنية التحتية للطرق، حيث باتت الحوادث اليومية والطرقات المتهالكة تشكل خطرًا على حياة المواطنين. في ظل هذه الأوضاع، يتزايد استياء السكان المطالبين بضرورة التحرك السريع لإصلاح البنية التحتية المتضررة وتطبيق إجراءات سلامة فعالة.
تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة بسبب الطرقات المتهالكة:
دق المجلس التنفيذي في مدينة الرقة ناقوس الخطر، محذراً من كارثة إنسانية متصاعدة على طرقات المدينة وريفها.
بالمقابل، تعالت أصوات سكان الرقة خصوصا والمنطقة الشرقية عموما، للتحذير من أن الطرق الرئيسية والفرعية تحولت إلى مسارات محفوفة بالمخاطر، تحصد أرواح المواطنين وتهدد سلامتهم يومياً، وسط تزايد الشكاوى من تردي البنية التحتية وانتشار الحفريات والهبوطات الأرضية، وفق تعبيرهم.
شكاوى السكان من خطر التنقل على الطرق الرئيسية والفرعية:
وتكشف شهادات الأهالي عن معاناة يومية، خاصة عند مداخل المدينة ومخارجها، حيث يمثل المدخل الغربي المعروف بـ”طريق المزارع” نموذجاً صارخاً لهذا التدهور.
كما يعاني طريق السباهية والمدخل الشمالي للمدينة من مشكلات مماثلة، مما يجعل التنقل عبرها مغامرة محفوفة بالمخاطر.
ولعل أبرز مؤشرات هذه الأزمة المتفاقمة ما شهده جسر قرية الشريدة التابع لمدينة السبخة في ريف الرقة الشرقي، حيث انهار الجسر أثناء عبور حافلة ركاب، في مشهد يعكس مدى هشاشة البنية التحتية في المنطقة.
تدهور شبكة الطرق في الرقة وأبرز الحوادث المأساوية:
ولفت بعض الأهالي إلى أن هذا الحادث “المروع”، حسب وصفهم. ليس سوى حلقة في سلسلة طويلة من المآسي التي شهدتها طرقات المدينة.
وعلى طريق “سلمية – الرقة”، بالقرب من مفرق جب خسارة، كتبت الأقدار نهاية مأساوية لحياة شخصين. وأصيب آخرون في حادث تصادم عنيف بين صهريج محروقات وحافلة ركاب.
وفي مشهد مماثل على طريق “الطبقة- الرقة”، شهدت بلدة سويدية الكبيرة حادثاً خطيراً بين صهريجي نفط، اقتصرت أضراره “بمعجزة” على الخسائر المادية، حسب عدد من أبناء المنطقة.
ولم تسلم حتى طرق المدارس من هذه المأساة، حيث فجعت المدينة بوفاة إحدى الطالبات في حادث سير مروع أثناء عودتها من مدرسة الصنوبري.
وفي قرية الخيالة بريف الرقة الغربي، كتب القدر نهاية مأساوية لرجل في الخامسة والأربعين من عمره، حين انزلقت سيارته في قناة ري البليخ.
إهمال مزمن يتسبب بتفاقم الوضع المروري في الرقة:
ويعزو المراقبون هذه السلسلة المتواصلة من الحوادث إلى إهمال مزمن في صيانة الطرق، وغياب الإجراءات الوقائية الضرورية. وضعف البنية التحتية التي لم تعد تواكب التطور العمراني المتسارع في المنطقة. في حين تتفاقم هذه المشكلات مع العوامل الجوية التي تزيد من تدهور حالة الطرق.
وحول ذلك، قال الناشط السياسي عبد المنعم المنبجاوي، لمنصة SY24:. “قضية الطرق وتضررها وفي النهاية النتيجة تكون حوادث السير المختلفة ليست وليدة اللحظة. ففي كل يوم تقريبا نسمع عن وقوع ضحايا نتيجة حوادث السير في المنطقة سواء في الرقة أو الحسكة أو دير الزور أو على الطرق المؤدية إليها. وبالتالي من المهم دق ناقوس الخطر من قبل الأهالي والجهات الخدمية من أجل التحرك وترميم بنية الطرق التحتية المتضررة للحد من ظاهرة حوادث السير المتكررة”.
ورأى أن هناك تراخي من قبل الجهات الخدمية وإلا ما كان الوضع على ما هو عليه اليوم. أي على الطرقات سواء الرئيسية أو الفرعية. ومن هنا الأمر يثير القلق وخصوصا أن ضحايا الحوادث من مختلف الفئات وخاصة النساء والأطفال. بحسب كلامه.
دعوات لتحرك عاجل لإنقاذ سكان الرقة من حوادث السير:
وفي ظل هذا الوضع المأساوي، تتعالى الأصوات كذلك المطالبة بتحرك عاجل من الجهات المعنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فالحاجة باتت ملحة لخطة طوارئ شاملة تتضمن إصلاح وترميم الطرق المتضررة، وتعزيز إجراءات السلامة المرورية. وتخصيص ميزانية كافية لمعالجة المشكلات البنيوية في شبكة الطرق.
وأجمع سكان المنطقة عموما على أن استمرار هذا الوضع “المأساوي” يضع المنطقة على حافة كارثة إنسانية متصاعدة. تستدعي تضافر جهود جميع الأطراف المعنية للحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا. فكل يوم يمر دون حلول جذرية يعني مخاطر إضافية تهدد حياة المواطنين وسلامتهم. في مدينة تئن تحت وطأة بنية تحتية متهالكة وطرق باتت مسرحاً يومياً للمآسي، بحسب وصفهم وآرائهم.