تواجه النساء الحوامل في إدلب تحديات صحية خطيرة نتيجة الظروف الأمنية الصعبة وتدمير البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية، إذ يتعرضن لتهديدات صحية متعددة بسبب نقص الرعاية الطبية المتخصصة والأدوية والمستلزمات الأساسية، ما يزيد من المخاطر في ظل غياب الدعم الكافي لهذه الفئة الضعيفة في أوقات الحرب.
واقع الرعاية الصحية للنساء الحوامل:
تشكل الرعاية الصحية للنساء الحوامل في إدلب تحديًا كبيرًا في قطاع الصحة، ورغم الدعم المقدم من بعض المنظمات الإنسانية، إلا أن نقص المستشفيات المتخصصة وغياب الكوادر المؤهلة يجعل الحصول على الرعاية الصحية أمرًا بالغ الصعوبة.
جراء القصف المستمر، تجد النساء الحوامل أنفسهن في ظروف قاسية جدًا مع غياب الرعاية اللازمة لهن ولأطفالهن، وتقول الدكتورة “روعة”، طبيبة نسائية في مدينة أريحا: “في ظل الحرب، من الصعب توفير العناية الطبية اللازمة للنساء الحوامل، العديد من المراكز الطبية دُمرت أو توقفت عن العمل، وما تبقى منها لا يملك التجهيزات اللازمة أو الأطباء المدربين”.
وتضيف: “أرى يوميًا نساءً يعانين من مضاعفات كان يمكن تفاديها لو توافرت الرعاية المناسبة”.
الأسباب وراء ضعف الرعاية الصحية للنساء الحوامل:
تتعدد أسباب الإهمال في المشافي والمراكز الصحية بإدلب، منها الدمار الناجم عن القصف ونقص الكوادر الطبية وتوقف خطوط الإمداد الطبي، ما جعل من الصعب تأمين الأدوية والمستلزمات الأساسية.
“سمر”، مسؤولة في منظمة طبية إنسانية في إدلب، توضح: “نعمل جاهدين على تأمين الإمدادات الطبية، لكن الوضع صعب للغاية، إذ إن انقطاع الطرق والقصف المتواصل وعدم وجود مستشفيات مجهزة تجعل من تقديم الدعم أمرًا شبه مستحيل”.
في المقابل، تشهد المراكز الصحية والعيادات النسائية الخاصة ازدحامًا كبيرًا من المرضى. ما يزيد من نسبة الإهمال في تقديم الرعاية المطلوبة، وتقول الدكتورة “روعة” إنها تستقبل أكثر من 60 حالة يوميًا بين الحالات الإسعافية والفحص الروتيني.
آثار الإهمال على صحة النساء الحوامل في إدلب:
يؤدي الإهمال في الرعاية الصحية إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل الولادة المبكرة والإجهاض بسبب نقص الرعاية المتخصصة. كما تزداد معدلات الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم أو السكري أثناء الحمل. مما يؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات بسبب نقص الرعاية الطبية.
تقول “أم محمود”، سيدة في الأربعينيات من عمرها: “خسرت طفلي بسبب ارتفاع ضغط الدم وعدم تقديم الرعاية اللازمة عندما لجأت إلى مشفى سيما النسائية في أريحا”.
التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه النساء الحوامل في إدلب:
تتعرض النساء الحوامل في إدلب لضغوط نفسية واجتماعية كبيرة. مثل القلق المستمر من القصف والظروف المعيشية الصعبة. كما تواجه الكثيرات مشكلات نفسية بسبب غياب الدعم الاجتماعي والتفكير في مصيرهن ومصير أطفالهن.
توضح “فاطمة”، مرشدة دعم نفسي في إدلب: “أغلب النساء الحوامل يعانين من التوتر المستمر بسبب الوضع الحالي. إذ فقد الكثير منهن الأمل في الحصول على رعاية صحية جيدة. ويتعرضن لمشاكل نفسية بسبب الضغوط اليومية”.
حلول واقعية لتحسين الرعاية الصحية للنساء الحوامل في إدلب:
من الضروري تقديم حلول واقعية لتحسين أوضاع النساء الحوامل في إدلب. وتشمل هذه الحلول إعادة تأهيل المستشفيات وتدريب الكوادر الطبية والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ. إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي.
تقول الدكتورة “روعة”: “إذا تمكّنا من توفير المزيد من التدريب للكوادر الطبية وتقديم الدعم المستمر للمرافق الصحية. سنتمكن من تقليل المخاطر الصحية، كما أن دعم النساء نفسيًا يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في صحتهن وسلامتهن”.
تواجه النساء الحوامل في إدلب تحديات كبيرة نتيجة النزاع المستمر. مما يجعل من الضروري تكثيف الجهود لتحسين الرعاية الصحية وتوفير الدعم اللازم لضمان حياة آمنة وصحية للأمهات وأطفالهن، في هذه الظروف الصعبة.