انقطاع الدعم عن المشاريع المهنية في إدلب.. تحديات تواجه النساء والشباب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

بعد توقف المشاريع التدريبية المهنية المجانية في إدلب  يواجه الراغبين في التدريب خيارات محددة ومكلفة لتعلم مهنة ما، حيث كانت هذه المبادرات توفر فرصاً أساسية للنساء والشباب لاكتساب مهارات مهنية تساعدهم في تحسين ظروفهم المعيشية وسط الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

إذ كانت هذه المشاريع التي تشمل تدريبات في الحرف اليدوية، الخياطة، وصناعة الحلويات، وغيرها من المهن والحرف اليدوية. توفر فرص عمل للمستفيدين وتساعدهم على بناء مستقبل أفضل لأسرهم. ومع غياب هذا الدعم تتراجع آمال الكثيرين في تحقيق استقلال مادي، ويزداد اعتمادهم على مصادر محدودة، ما يجعلهم أكثر عرضة للصعوبات الاقتصادية.

مؤخراً أعلن مركز “إشراقة” التدريبي في إدلب عن اختتام تدريباته الأخيرة بعد توقف الدعم المالي الذي كان يؤمّن استمرارية عمله، مما أجبره على إنهاء خدماته المجانية المقدمة للسيدات، كان المركز، منذ تأسيسه، بمثابة منصة حيوية لتوفير تدريبات مهنية متخصصة للنساء في عدة مجالات، مثل الحلاقة النسائية، التطريز، الكروشيه، الخياطة، وصناعة الحلويات من خلال هذه التدريبات، تمكن المركز من دعم النساء وإكسابهن مهارات تسمح لهن بدخول سوق العمل والمساهمة في تحسين أوضاعهن المعيشية والاقتصادية.

وتؤكد مديرة المركز “عهد ديوب” في حديثها أن “إشراقة أمل” كان يشكل بوابة للنساء الطامحات إلى اكتساب مهنة عبر التدريب العملي فهو لم يقتصر على تعليم حرفة فحسب، بل كان يهدف إلى تعزيز ثقة المتدربات بأنفسهن، وتحقيق استقلالهن المالي والاجتماعي.

وأضافت “ديوب” أن المركز ساهم بتمكين النساء من خلال تدريبات عملية مكثفة على مدار ثلاثة أشهر، بمعدل أربع ساعات يومياً، ما أتاح لهن فرصة تطوير مهارات عملية وفتح آفاق جديدة أمامهن لدخول سوق العمل، سواء ببدء مشاريعهن الخاصة أو العمل في مشاغل محلية، وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، استفادت قرابة 700 سيدة من خدمات المركز من مختلف الأعمار والمناطق، حيث كانت كل دورة تدريبية تنتهي بتوزيع المنتجات المصنوعة على الأهالي والأسر المحتاجة في المخيمات، ما جعل المركز شريكاً فاعلاً في دعم المجتمع المحلي أيضاً.

ليس فقط مركز “إشراقة أمل” من توقف بسبب ضعف التمويل وتوقف الجهات الداعمة، بل واجه مركز “الأيادي المبصرة” الخاص بالمكفوفين/ات في إدلب نفس المصير، حيث كانت تلك الفئة تعتمد على هذه البرامج لاكتساب مهارات حرفية تسهم في تحسين أوضاعهم الاقتصادية.

 تأسس المركز في عام 2020 بمبادرة من “عمار الأمير” بهدف دعم المكفوفين وتأهيلهم في مهن يدوية، ليصبح مصدر رزق يحميهم من الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين، وكان المركز يقدم تدريبات على حرفة الحفر على الخشب والقش اليدوي، مستفيداً من المدربين المكفوفين أنفسهم، الذين وجدوا في هذا العمل مصدراً أساسياً للدخل.

منذ تأسيسه، استفاد أكثر من 300 كفيف من برامج المركز، التي تضمنت تدريبات مهنية مجانية، تهدف إلى تمكينهم وتأهيلهم لاكتساب مهارات عملية، ولكن مع انتهاء العقد مع الجهة الراعية وعدم تجديده، توقف المركز عن تقديم هذه الدورات، مما حرم المكفوفين من فرص تعليمية حيوية، وأدى إلى فقدان عدد من المدربين مصدر دخلهم الأساسي،وبهذا لم يخسر المستفيدون فرصة التدريب فحسب، بل ضاع أيضاً الدعم الاجتماعي والنفسي الذي كان يوفره لهم المركز.

خلال فترة نشاطه نظم المركز العديد من الدورات والفعاليات بما في ذلك دورات لصناعة القش وتدريبات خاصة للأسر على كيفية رعاية الأطفال المكفوفين، ودورات في لغة برايل، والحساب الذهني، وحتى بعض الأنشطة الرياضية، كما أقام المركز عدة معارض شهيرة مثل “معرض إدلب الأول”، و”معرض الحرف والأعمال اليدوية”، ومعارض أخرى في سرمدا وأعزاز، إلى جانب مهرجان الرمان السنوي، الذي عرض فيه المكفوفون أعمالهم الفنية والحرفية، ما عزز من ثقتهم بقدراتهم وأسهم في دمجهم داخل المجتمع.

ومع توقف هذا النوع من المراكز المجانية، يجد الأهالي أنفسهم أمام تحديات كبيرة، حيث يُحرموا من فرص تعلم مهن جديدة تمكنهن من الاستقلال المالي، كما يضطر العديد منهم إلى التوجه إلى الدورات المأجورة التي تفرض أعباء مالية إضافية، في وقت يعاني فيه المجتمع من ضغوط اقتصادية خانقة، مما يزيد من صعوبة توفير فرص تدريب مجانية تسهم في تمكين الرجال والنساء معاً وتحقيق آمالهم في تحسين ظروف حياتهم المعيشة.

مقالات ذات صلة