في خطوة تعكس الجهود المتواصلة لتأمين سبل العيش للعائدات من مخيم الهول شرق سوريا. تتسابق المنظمات الإنسانية لترجمة شعاراتها إلى برامج عملية تستهدف سبل تمكين هؤلاء للعائدات من الهول اقتصادياً واجتماعياً.
وتأتي هذه المبادرات في وقت يشهد فيه الواقع الاقتصادي في المنطقة تحديات جمة تستدعي تدخلاً عاجلاً ومدروساً.
نموذج “أمل أفضل للطبقة”: نجاح قصص العائدات في مشاريعهن الخاصة
وفي تطور لافت، تحدثت منظمة “أمل أفضل للطبقة” عن نماذج ملهمة لنساء نجحن في تجاوز محنتهن بعد الخروج من المخيم، حيث تمكنت هؤلاء النساء، بفضل التدريبات المتخصصة التي تلقينها، من بناء مشاريعهن الخاصة والانطلاق نحو حياة جديدة قائمة على الاعتماد الذاتي.
وأوضح مصدر خاص من أبناء المنطقة الشرقية في حديثه لمنصة SY24، أن برامج الدعم المقدمة للعائدات تشمل مسارين رئيسيين: الأول يركز على التأهيل النفسي والاجتماعي، والثاني يستهدف التدريب المهني في مجالات متنوعة كالحلاقة النسائية وغيرها من المهن التي تتناسب مع احتياجات السوق المحلية.
ويبرز تحدٍ إضافي يتمثل في وضع العائدين إلى مناطق غرب الفرات الخاضعة لسيطرة النظام السوري، حيث تفرض القيود المشددة على حركتهم عقبات إضافية أمام عملية إعادة الاندماج. وهو ما يستدعي، بحسب المصدر الخاص، تدخلاً أكثر فاعلية من المنظمات الدولية، وخاصة تلك المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.
التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه العائدات غرب الفرات:
يشكل الواقع الاقتصادي المتردي في مناطق العودة تحدياً مضاعفاً أمام جهود إعادة الدمج، فإلى جانب الصعوبات المادية، تواجه العائدات تحديات مجتمعية تؤثر سلباً على مسار اندماجهن في النسيج الاجتماعي المحلي، مما يستدعي مقاربة شاملة تراعي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية معاً، وفق المصدر ذاته.
وفي مؤشر إيجابي على نجاح بعض هذه المبادرات، عبّرت العائدات عن امتنانهن للدعم الذي تلقينه من المنظمات، خاصة في مجال توفير المواد الأولية اللازمة لإطلاق مشاريعهن الصغيرة.
كما أبدين تفاؤلهن بإمكانية توسيع نطاق هذه البرامج لتشمل جميع النساء القاطنات في المخيم، مما سيمكنهن من بناء مستقبل أفضل لأنفسهن وعائلاتهن، حسب تعبيرهن.
تأثير المبادرات المجتمعية على تحسين الوضع المعيشي للعائدات
وتتميز المشاريع الصغيرة التي أطلقتها العائدات بتنوعها الملحوظ. إذ تشمل مجالات حيوية مثل الخياطة وصناعة المنظفات وإنتاج التوابل وصناعة منتجات الألبان والأجبان.
ويعكس هذا التنوع في المشاريع نجاح استراتيجية التدريب المهني في تلبية احتياجات السوق المحلية من جهة، وتوفير فرص اقتصادية مستدامة للعائدات من جهة أخرى. بحسب القائمين على دعم هذه المشاريع.
وفي ضوء هذه التطورات، يبدو جلياً أن نجاح عملية إعادة دمج العائدات من مخيم الهول يتطلب استمرار التنسيق بين مختلف الجهات المعنية. وتكثيف الجهود لتذليل العقبات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجههن.
كما يستدعي الأمر تطوير آليات متابعة فعالة لضمان استدامة هذه المشاريع وتعظيم أثرها الإيجابي على المجتمع المحلي ككل.
خطوات نحو مستقبل أفضل: فعاليات ومعارض لدعم مشاريع النساء العائدات
شهدت مدينة الطبقة بريف الرقة، قبل أسبوعين، حدثاً نوعياً تمثل في إقامة معرض لمنتجات السيدات العائدات من مخيم الهول. وذلك في ختام حملة “مهنتي” التي نظمتها منظمة “معاً لأجل الجرنية”، في خطوة مهمة نحو تمكين هؤلاء النساء اقتصادياً.
وتم خلال المعرض إجراء لقاءات موسعة مع العائدات من مخيم الهول. حيث تم عرض مطالبهن على مجموعة من الحقوقيين والناشطين وممثلين عن الإدارة الذاتية في الطبقة.
ومن اللافت أن النساء طالبن بتغيير مسمى “العائدات من مخيم الهول” ليصبح “العائدات إلى الحياة”. في إشارة قوية لرغبتهن في تجاوز الماضي والاندماج في المجتمع.
وجاءت هذه الحملة استكمالاً لحملة سابقة بعنوان “أريد عملاً”، والتي تضمنت لقاءات مع 30 سيدة من العائدات من مخيم الهول.
وتميز المعرض بتنوع المنتجات المعروضة، حيث شمل المؤونة المنزلية والمنظفات والخياطة والأعمال اليدوية، مما يعكس تنوع المهارات التي اكتسبتها المشاركات.
وقد ركزت الحملة على تقديم تدريبات مبسطة للنساء، مصحوبة ببدل مالي، بهدف تمكينهن من تأسيس مشاريع صغيرة مستقبلاً.
ويجري تنفيذ حملات مماثلة من قبل منظمات أخرى في مختلف مدن وبلدات شرق سوريا. في إطار الجهود المتواصلة لدعم عملية إعادة الدمج الاجتماعي والاقتصادي للعائدات. بحسب تقارير متفرقة نشرتها منصة SY24 خلال العام الجاري تحت عنوان “عائدات إلى الحياة“.
وتشير هذه المبادرات إلى تنامي الوعي بأهمية توفير فرص اقتصادية للعائدات من مخيم الهول. مع ضرورة دعمهن في مسيرة العودة إلى الحياة الطبيعية.
ومع استمرار هذه البرامج، يتزايد الأمل في نجاح عملية إعادة الدمج وتمكين هؤلاء النساء من بناء مستقبل أفضل لأنفسهن ولعائلاتهن. بحسب مراقبين.