في ظل التحديات الاقتصادية والمعيشية التي يواجهها سكان إدلب، لجأ العديد منهم إلى الزراعة المنزلية في إدلب كوسيلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل التكاليف المرتفعة للخضروات في الأسواق.
أصبحت هذه الخطوة، التي تجمع بين الابتكار والحفاظ على التراث الزراعي، رمزًا للتأقلم مع الظروف القاسية التي يعيشها معظم سكان الشمال السوري.
دوافع وأسباب اللجوء إلى الزراعة المنزلية
دفع ارتفاع أسعار الخضروات في الأسواق العديد من سكان إدلب إلى البحث عن بدائل لتلبية احتياجاتهم الغذائية، فالزراعة المنزلية توفر حلاً مستدامًا يُمكّن العائلات من تقليل النفقات وتلبية جزء من احتياجاتها الغذائية بشكل مستقل.
يقول المزارع أحمد الحسن، رب أسرة مكونة من ستة أفراد ويقيم في جبل الزاوية: “اضطررت إلى زراعة الخضروات في حديقة منزلي لتأمين احتياجات عائلتي والابتعاد عن تكاليف الأسواق المرتفعة.”
التحديات التي تواجه الزراعة المنزلية
ورغم فوائد الزراعة المنزلية، يواجه السكان العديد من العقبات، أبرزها نقص المياه وتدمير البنية التحتية، مما يعيق توفير الري الكافي، كما يُعد نقص الأسمدة والبذور الجيدة تحديًا إضافيًا يؤثر على الإنتاجية.
تقول فاطمة يوسف، 32 عامًا، التي بدأت مشروع الزراعة المنزلية. “نعاني من نقص المياه في أغلب الأحيان، ونستخدم طرقًا تقليدية للري تتطلب الكثير من الوقت والجهد.”
تجارب ناجحة وأمثلة ملهمة
ورغم الصعوبات، توجد العديد من التجارب الناجحة التي تثبت إمكانية الزراعة المنزلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي للعائلات.
يضيف خالد، الذي بدأ بزراعة البندورة والبقدونس وبعض الخضروات الشتوية في حديقة منزله منذ ثلاثة أعوام. “العمل في الحديقة ساعدني على تحسين الوضع الاقتصادي لعائلتي وخلق نشاط يجمع بين أفراد الأسرة في جو من التعاون.”
فوائد الزراعة المنزلية
تتجاوز فوائد الزراعة المنزلية الجانب المادي لتشمل الصحة النفسية أيضًا، حيث يشعر الأفراد بالرضا والإنجاز عند رؤية محاصيلهم تنمو. كما تساهم الزراعة في توفير غذاء آمن وطازج، مما يحقق نوعًا من الاستقلال الغذائي عن الأسواق.
الآفاق المستقبلية ودعم المشاريع الصغيرة
إذا تم دعم مشاريع الزراعة المنزلية ببرامج تدريبية ومساعدات مثل توفير البذور والأسمدة بأسعار مناسبة. فإنها قد تُسهم في تحقيق مزيد من الاستقرار الغذائي لسكان إدلب.
تعد زراعة الخضروات في حدائق المنازل خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الاستقرار الغذائي في ظل الظروف الصعبة. ورغم التحديات، تبرز هذه المبادرة كرمز للصمود والإبداع المجتمعي. إذا تم دعم هذه المشاريع وتوفير الإمكانيات اللازمة، يمكن أن تشكل الزراعة المنزلية أساسًا لبناء مجتمع أكثر استدامة. وقادر على التكيف مع الأزمات الاقتصادية والبيئية.