تشهد محافظة درعا جنوب سوريا تصاعداً ملحوظاً في أعمال العنف خلال الأسبوع الأخير، حيث تنوعت الحوادث الأمنية بين استهدافات بالعبوات الناسفة وإطلاق نار وإلقاء قنابل يدوية، إضافة إلى حرق منازل، مما يشير إلى تدهور الوضع الأمني في المنطقة.
وفي أحدث التطورات، لقي ثلاثة عناصر مصرعهم إثر استهداف سيارتهم التابعة لفرع أمن الدولة بعبوة ناسفة قرب الأوتوستراد الدولي (دمشق درعا) بالقرب من مستودعات “الكم”، وقد سبق الحادث انفجار ضخم هز محيط بلدة محجة في المنطقة ذاتها.
وفي سياق متصل، اكتشفت وحدات الهندسة التابعة لقوات النظام السوري عبوة ناسفة تم تفجيرها بعد أن كانت مزروعة على الطريق الرابط بين بلدة بصر الحرير ومدينة إزرع في ريف درعا الأوسط، حيث أن هذا الطريق يعد شرياناً حيوياً يربط مدينة درعا بالسويداء.
كما شهدت المنطقة سلسلة من الاعتداءات استهدفت المدنيين، حيث تعرض منزل أحد الأشخاص في مدينة إنخل لهجوم بقنبلة يدوية وإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، دون وقوع إصابات بشرية.
وفي حادثة منفصلة تعكس تصاعد التوترات المحلية، أُحرق منزل أحد الأشخاص في مدينة طفس بشكل شبه كامل، وحسب المصادر المحلية فإن أصابع الاتهام تشير إلى قيادي في إحدى المجموعات المدعومة من أمن النظام السوري في المنطقة، حيث جاءت عملية حرق المنزل إثر خلاف بين صاحب المنزل وبين القيادي المتهم.
وفي سلسلة من عمليات القتل المستهدفة، لقي أحد الأشخاص مصرعه على الطريق الزراعي بين السهوة والمسيفرة برصاص مسلح على دراجة نارية.
كما قُتل شاب في المزيريب أثناء عمله في المزارع، وقضى شاب آخر برصاص مسلحين مجهولين خلال حضوره حفل زفاف شقيقه في مدينة إنخل.
وحول ذلك، قال المحلل الاستراتيجي أحمد الحمادي لمنصة SY24: “المشهد في درعا خاصة وسورية عامة يلخصه بالضبط ما قاله بشار الأسد في القمة العربية الإسلامية عندما قال (كيف تخالف اللص بلغة القانون، والمجرم بلغة الأخلاق، والسفاح بلغة الإنسانية)، نعم هذا هو واقع الحال للأسف في سورية في ظل النظام المجرم، فمن مهازل التاريخ والاستهانة بدماء الفلسطينيين أن يتحدث مجرم قاتل سفاح مارق على القانون والدستور ليُنظر في كيفية الحديث مع اللص او المجرم أو السفاح، وبأي لغة هل هي لغة القانون أم لغة الأخلاق أم اللغة الإنسانية؟ ليدل دلالة واضحة وصريحة على انفصاله عن الواقع وليكشف على عدم سويته النفسية، فمن صادر القانون وخرق الدستور على علاته دون أي موجبات وحوّل سورية لمزرعة متوحشة على مقاسه ومقاس عصابته وجعل من (سورية) محطا للصوصيته ولصوصية عصابته مما مكنه ليكون فيها اللص الأول والمجرم الأول والسفاح الأول في مزرعة دمغت باسمه وباسم عصابته، وسجن كبير لمواطنيها لممارسة عليهم كل أنواع انتهاكات الحقوق، والسؤال هنا كيف لهذا الحال أن يستمر ؟”.
وتابع: “بالطبع لن يستمر وسيبقى الشعب السوري الذي ثار في 18 آذار 2011، ثأرا حتى يتمكن من القضاء على النظام، لذا ستستمر الأعمال الثورية ضد النظام والعصابة المجرمة وبكل الوسائل والأساليب”.
وأشار إلى أن “ما تشهده محافظة درعا من هذه الأفعال الثورية تأتي في ظل استمرارية الثورة، لذا لا يخلو أسبوع على حدوث عدة عمليات ضد النظام وأجهزته الأمنية والعسكرية وأذرعه الأمنية، وما إن تحدث عملية اعتقال أو أي أمر يثير سخط المجتمع حتى يتفجر الوضع بسلسلة عمليات نوعية ضد قواه، كما حدث في الأسبوع الماضي عندما اعتقل أحد أبناء الكرك على أحد الحواجز أثناء ذهابه لدمشق لمعالجة ابنه المصاب بالسرطان”.
وزاد بالقول: “إن سلطة النظام هشة ومتآكلة ولم يستطع من بسط سلطته على المحافظة، وبالمقابل مازالت المحافظة على عهدها الثوري ومتمسكة بثورتها حتى تحقيق الخلاص النهائي من النظام وعصابته، وهذا ما نلاحظه على امتداد محافظة درعا من الأفعال الثورية التي تحدث بشكل شبه يومي، فمن عشق الحرية و يسعى لكرامته وكرامة شعبه سيضحي بالغالي والنفيس من أجل ذلك، و لن يعود مهاناً ذليلاً مكبلاً بالأغلال من قبل سلطة اللص والمجرم والسفاح الأول”.
وختم قائلاً “جذوة الثورة ما زالت مشتعلة ولن تخمد حتى تحقيق أهدافها”.
وتُظهر هذه الحوادث المتتالية حالة من عدم الاستقرار الأمني في محافظة درعا، حيث تتنوع أساليب العنف بين الاغتيالات المباشرة والتفجيرات والاعتداءات على الممتلكات، مما يثير المخاوف من تدهور الوضع الأمني في المنطقة بشكل أكبر، حسب مراقبين.